ما فعلته واشنطن في العراق قد يتكرر في غزة بالحرف الواحد.. ما القصة؟

 

تطرح شركة أمريكية، من المحتمل أن تتولى توزيع المساعدات في غزة، خطة لتطبيقها في القطاع مستوحاة من نموذج "المجتمعات أو المناطق المسوَّرة" الذي طبقته أمريكا في العراق في أثناء احتلالها للبلاد، بحسب ما قالته الشركة، ويشارك في تنفيذ الخطة أيضاً شركةٌ أمنية خاصة مؤلفة من شركات عدة، بينها شركة وريثة لـ"بلاك ووتر" السابقة سيئة السمعة التي ارتكبت انتهاكات ضد المدنيين بالعراق.
والشركة صاحبة الخطة هي "غلوبال ديليفري كومباني" المعروفة اختصاراً بـ GDC، ويرأسها رجل الأعمال الأمريكي-الإسرائيلي موتي كاهانا الذي يصف شركته بأنها "أوبر لمناطق الحرب". ومن شأن الخطة المقترحة أن تحوِّل أحياءً في غزة إلى مناطق صغيرة مسوَّرة تُدار بإجراءات أمنية مشددة.

لكن الخطة قد تصطدم بتصدي الفصائل الفلسطينية بالقطاع لها، إذ سبق وأن توعدت حركة "حماس" بأنها "ستضرب بيد من حديد مَن يعبث بالجبهة الداخلية في قطاع غزة"، وأنها "لن تسمح بفرض قواعد جديدة".

برز اسم GDC في وقتٍ يناقش فيه مسؤولون إسرائيليون إمكانية اللجوء إلى شركات أمنية خارجية خاصة لتولي توزيع المساعدات في غزة، وذكرت تقارير صحف إسرائيلية، بينها "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت"، أن هذه الشركة هي الأوفر حظاً لتولي هذه المهمة.

ولم تؤكد الشركة، وجود قرار إسرائيلي نهائي يجعلها تتولى توزيع المساعدات في غزة، واكتفت بالقول إنها "تمتلك خبرة طويلة في هذا المجال على مدار 14 عاماً، وإنها سبق أن عملت في سوريا وأفغانستان وأوكرانيا منذ العام 2011".

تُشير الشركة في موقعها الإلكتروني إلى أنها ساهمت بإخراج عدد من اليهود في سوريا وأفغانستان، وأنها ساهمت في "إنقاذ مخطوطة توراة عمرها 800 عام من اليمن".

تطبيق نموذج جنرال أمريكي في العراق داخل غزة
كشفت GDC، أنها اقترحت في يناير 2024 على إسرائيل نموذجاً لبرنامج تريد تطبيقه في غزة لتوزيع المساعدات، على غرار مشروع "المجتمعات المسوَّرة" الذي طبقه الجنرال الأمريكي ديفيد بترايوس في العراق.

وقالت إنه منذ أن "عرضنا خطتنا على إسرائيل، حاولت الأخيرة التعاون مع قيادات محلية في غزة لتوزيع المساعدات، لكن دون بناء جدران آمنة، وهو عنصر أساسي في هذا النموذج"، وأشارت الشركة إلى أن حماس واجهت تنفيذ هذه الخطة وأحبطتها من خلال "مهاجمة القيادات المحلية"، بحسب قولها.

وبترايوس هو جنرال أمريكي متقاعد قضى 37 عاماً في الجيش الأمريكي، وعُيِّن في يناير 2007 قائداً للقوات المتعددة الجنسيات في العراق، واختاره الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عام 2011 لمنصب مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه).

في المدة ما بين 2007-2008، طبق بترايوس ما أسماه "نهج مكافحة التمرد"، الذي تضمن إقامة مناطق مغلقة تحكمها إجراءات أمنية مشددة.

شرح بترايوس على هامش في مؤتمر شارك فيه بإسرائيل في مارس 2024 هذا النهج، ويتضمن:
– "تطهير" المنطقة (من المقاتلين).
– السيطرة على المنطقة بشكل مُحكم.
– عزل المنطقة ببناء الجدران.
– إنشاء مجتمعات مسوَّرة (مغلقة).
– استخدام بطاقات هوية "بيومترية" (بغرض تدقيق السكان وفحصهم أمنياً)، للتأكد من عدم قدرة المسلحين على دخول الأحياء.

أنشأت أمريكا، بحسب هذه الخطة، عدة مناطق مغلقة في العراق، بينها 13 منطقة في الفلوجة وحدها، إضافةً إلى مناطق أخرى في بغداد، ولا سيما الأعظمية التي أُحيطت بجدران بارتفاع ثلاثة أمتار ونصف حاصرت المنطقة من جميع جوانبها.

نُصِبت الحواجز أيضاً في الأعظمية، وتسببت في احتجاج مئات الأشخاص الذين وصفوا الإجراءات التي طُبِّقت في مناطقهم بأنها "ستجعلهم سجناء في حيِّهم". وشمل تنفيذ خطة بترايوس أيضاً وضع نقاط تفتيش عند مداخل المناطق ومخارجها، وتسببت في معاناة كبيرة للسكان، بحسب شهادات عراقيين تحدثوا إلى وكالة رويترز، في حين أن أمريكا قالت إن خطتها تسببت في خفض الهجمات وساهمت في زيادة نسبة الأمن، وفق تعبيرها

جميع الحقوق محفوظة لموقع الحقيقة نيوز © 2024