أكد الاستشاري والمتخصص بالاتصالات والتحول الرقمي بلال الحفناوي أن تغيير مسار حركة مرور بيانات الإنترنت من البحر الأحمر إلى طرق بديلة عبر كابلات بحرية تمر عبر رأس الرجاء الصالح، أو الشرق الأقصى يجعل البيانات تستغرق وقتا طويلا للعبور ما يؤثر على المستخدمين.
وقال الحفناوي فى تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، الأحد، إن هناك طريقين بديلين في حال تعطلت الكابلات تحت البحر الأحمر، أحدهما سريع وفوري يتمثل في الاعتماد على موصلات – كابلات – بديلة ضمن نفس المسار تحت البحر الأحمر، والآخر طويل الأمد ويعتمد على استبدال الكابلات البحرية بكابلات برية.
وكانت صحيفة فايننشال تايمز قد ذكرت أن الهجمات التي تنفذها جماعة الحوثي اليمنية في البحر الأحمر، أجبرت مجموعات الاتصالات والتقنية على تغيير مسار حركة مرور الإنترنت بعد أنباء عن انقطاع الكابلات البحرية في قاع البحر الأحمر.
وأشار الحفناوي إلى أنه لا يوجد حاليا بديل بري مكتمل للمسارات البحرية الموجودة في البحر الأحمر، لافتا إلى وجود مسارات برية لكنها غير مكتملة، جزء منها يمر في عمان، والسعودية والأردن.
وأضاف أنه تعمل حاليا ائتلافات وشركات على توفير مسارات برية بديلة للمسارات البحرية.
مئات الكابلات
وأوضح الحفناوي أن هناك مئات الكابلات تمر تحت البحر الأحمر، وأن الشركات عادة ما توزع البيانات على أكثر من مسار، ففي حال انقطع المسار يتواصل العمل في مسار آخر، وإذا حدث أي عطل فني يتم تعويضه مباشرة، “حتى لا نخسر حركة المرور كليا”.
وقال إن ما يتم تدميره حاليا هو جزء من الكابلات، لأن البحر الأحمر تمر به مئات الكابلات، ولم يتم التأثير عليها بشكل كبير حتى هذه اللحظة.
وأضاف أن هناك كابلات لا تمر عبر البحر الأحمر، وإنما تمر عبر رأس الرجاء الصالح، والشرق الأقصى ومسارات أخرى مختلفة.
فى الوقت نفسه، حذر الحفناوي من تدمير أكثر من كابل في نفس الوقت، لأن هذا قد يخلف مشكلتين: الأولى استخدام كابلات أخرى تمر من نفس مسار وهو البحر الأحمر، لكن الخوف من عدم وجود سعات كافية لتحمل البيانات كافة في المسارات البديلة، أي أن نصل للسعة القصوى للكابلات البحرية.
أما المشكلة الأخرى، بحسب الحفناوي، فهي أنه في حالة التحول إلى مسارات بديلة غير طريق البحر الأحمر مثلا رأس الرجاء الصالح أو شرق آسيا، مسافة نقل البيانات ستصبح طويلة وهذا يسبب تأخيرا في الاتصالات، ما يضر بمستخدمي التطبيقات الحيوية كالألعاب وخدمات البث المباشر.
وأوضح الحفناوي أن الكابلات تقع في قاع البحر ومكانها ليس قريبا من البشر، كما أن صيانتها وتركيبها يتم عبر فرق مختصة من الغواصين، و أغلب القطع فيها يحدث بصورة متعمدة لكن أحيانا يحدث عبر أخطاء كجنوح سفينة مثلا.
كابلات برية متكاملة
وكشف الحفناوي أن من الممكن خلال الأعوام القليلة المقبلة أن تتوافر كابلات برية متكاملة تنقل نفس السعة من البيانات عبر طرق مختلفة، وبحماية أكبر عبر الاتفاق مع الدول التي تمر فيها هذه الكابلات.
أما الحل الآخر، حسب الحفناوي، هو تجهيز كابلات بحرية أخرى على مسارات بعيدة عن المسارات الموجودة تحت البحر الأحمر، ضمن المياه الإقليمية لدول محددة وتتم حمايتها بمقتضى اتفاقات مع هذه الدول.
ويعد البحر الأحمر مساراً رئيسياً لحركة الإنترنت بين الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا عبر الكابلات الموجودة أسفل البحر، والتي تنقل 99% من البيانات العابرة للقارات.
ويدعي الحوثيون أنهم يستهدفون السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من إسرائيل أو إليها، تضامنا مع قطاع غزة حسب زعمهم.
وتشن الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات تهدف إلى الحدّ من قدرات جماعة الحوثي وتحركاتها التي تستهدف حركة الملاحة البحرية والسفن التجارية الدوليّة في البحر الأحمر وخليج عدن منذ أواخر العام الماضي.