نداء إلى إخواننا في التحالف العربي لن تجدوا حليفاً صادقاً في اليمن غير شعب الجنوب وممثله المجلس الانتقالي الجنوبي.

الحقيقة نيوز / د. علي حسن الخريشي

يشهد اليمن صراعًا معقدًا تتشابك فيه المصالح وتتداخل فيه الرؤى. فبينما تسعى "الشرعية اليمنية" المُبعدة من صنعاء وشمال اليمن إلى استعادة نفوذها،  وتطلب  دعم المجلس الانتقالي الجنوبي والجنوبيين، للقضاء على مليشيات الحوثي المحتلة لارضها ، بينما هي  تتجاهل في الوقت ذاته حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم واستعادة دولتهم.
إن هذا التناقض يثير تساؤلات جوهرية: كيف يمكن لمن يعتبرنا "ضيوفًا" في أرضنا، ويعادينا علانية، أن يطلب منا الدعم والسند؟ وكيف لنا أن نثق فيمن يعادينا وهو في ضيافتنا، فما بالنا إن أوصلناه إلى عقر داره المحتلة؟

لقد تحمل شعب الجنوب الكثير، وبذل تضحيات جسيمة في سبيل تحرير أرضه من مليشيات الحوثي وعصابات صنعاء، مقدمًا آلاف الشهداء في هذا السبيل. فهل من المنطق أن يرضى هذا الشعب بأن يُحكَم من قِبل طرف لم يستطع الدفاع عن أرضه وعاصمته وبيته، وسلم كل شيء للحوثيين وفر هاربًا؟ إن هذا الأمر لا يقبله عقل ولا منطق.
لقد صبرنا وتحملنا إرضاءً لإخوتنا في التحالف العربي، وعرفانًا بالجميل لدعمهم لنا في التحرر من هذه المليشيات. لكن هذا الصبر لن يدوم طويلاً، فشعبنا في الجنوب يعاني الآن من سياسات اقتصادية كارثية يتبعها هذا "الرئيس المفروض علينا"، الأمر الذي أوصل الناس إلى حالة إنسانية صعبة للغاية، وأصبحت المجاعة تهدد الشعب.
لقد أصبحت الاتفاقيات الحالية مهينة وفقدت صلاحيتها، وأصبح لزامًا علينا البحث عن حلول تتناسب معنا وتحقق طموحات شعبنا الجنوبي.
 إخوتنا في التحالف العربي، لقد كنتم معنا ، وكنا معكم قلبا وروحا وما زلنا، ولكن لا ترضوا بأن يستمر ظلمنا أكثر من ذلك. لقد حان الأوان لأن نفصل القول نحو العمل. وكل ما نرجوه هو أن تكونوا إلى جوارنا، لأنكم لن تجدوا حليفًا صادقًا وقويًا مثلنا في الجنوب.
ثم تذكروا جيدا ..لقد قدمتم لأبناء الشمال وما زلتم تقدمون الكثير، ولكن انظروا إلى النتائج على الأرض ما هي المساحات التي تم تحريرها من ايدي الحوثيين؟ أنتم تتابعون الأحداث وتعلمون جيدًا حجم القوات العسكرية التي تهرب من مأرب ومن طارق عفاش لتلتحق بالحوثيين. إن ما يقدم للشمال يذهب أدراج الرياح ولا يحقق نتائج ملموسة. فإلى متى ستسيرون مع قوم لا يرغبون أصلاً في التحرير، ويرتضون  حياة العبودية؟
إن المشروع النهائي الذي يجب أن يؤمن به التحالف، ولاسيما المملكة العربية السعودية التي نكن لها ولشعبها كل الاحترام، هو أنه لا يوجد طريق لإنهاء ما يحدث في اليمن سوى الأخذ بيد المجلس الانتقالي وشعب الجنوب السني المكافح. في استعادة اعلان دولته ، وهو بدعمكم بالتأكيد سيكون  قادرًا على حماية المنطقة بأكملها، وقادرًا على كبح جماح المشروع الإيراني في اليمن، وربما في مناطق أخرى.

جميع الحقوق محفوظة لموقع الحقيقة نيوز © 2024