الحقيقة نيوز - م.حسن اليافعي
16 مايو 2025م
لا يمكن لأي حرٍ شريف أن يقف صامتًا أمام تلك الأبواق المأجورة والحثالة الإعلامية التي تطاولت في الأيام الأخيرة على بعض القيادات الجنوبية، وعلى رأسهم القائد الفذ، والأسد المهيب، مختار النوبي، قائد محور أبين، وأحد أعمدة الدفاع عن الجنوب، ورمز من رموز الصمود في وجه الغزاة والمتآمرين.
لقد لاحظنا مؤخرًا حملة منظمة وممنهجة تسعى للنيل من سمعة هذا القائد الكبير، دون أي وجه حق، ولا سند من منطق أو حقيقة. القائد مختار النوبي لم يكن يومًا من الباحثين عن المناصب أو الأضواء، بل كان – ولا يزال – في مقدمة الصفوف، حاملًا روحه على كفه، مدافعًا عن الأرض والعرض، صامدًا في وجه التحديات، ومتمسكًا بثوابت القضية الجنوبية.
من منا ينسى رفيق الشهيد البطل أبو اليمامة؟ من منا ينكر أن مختار النوبي كان من أوائل القادة الذين تصدوا للمخططات التي استهدفت أمن الجنوب؟ لقد بدأوا المقاومة من الصفر، من السلاح الشخصي والإرادة الصلبة، وجنّدوا الرجال، ووقفوا كالجبال في كل جبهة، من ردفان إلى أبين إلى شبوة وسائر ميادين الشرف والبطولة.
ولا يمكن لنا أن نغفل الدور البطولي الذي لعبه القائد النوبي في إعادة ترتيب الصفوف بعد أن هربت بعض القيادات من العاصمة عدن في أصعب الظروف. لولا مواقف الرجال في نقطة الجبلين، وفي مقدمتهم النوبي، لما كانت عدن اليوم تنعم بهذا المستوى من الأمن والاستقرار.
من المؤلم أن نسمح لبعض الأصوات النشاز أن تسيء إلى تاريخ رجل لم يدّخر جهدًا ولا دمًا في سبيل الجنوب. نعم، قد تحدث أخطاء، ومن الطبيعي أن يقع الخطأ في أوقات الحرب والضغط، لكن ليس من الحكمة أن نعالج الخطأ بالخطأ، أو أن نفتح الباب للطعن في شرفاء الوطن الذين صمدوا عندما تراجع الآخرون.
إذا لم نقف اليوم مع هؤلاء القادة، فمتى نقف؟ وإذا لم نساند من خرج من رحم المعاناة، وعاش قساوة الحرب، وتحمل تبعاتها، فمن سنساند إذًا؟! إن الوقوف مع القادة الشرفاء ليس فقط وفاءً لتاريخهم، بل واجب وطني وأخلاقي تجاه الجنوب ومستقبله.
إن القائد مختار النوبي مستهدف من قوى وأحزاب شمالية، أولئك الذين فشلوا في مواجهته عسكريًا، فعمدوا إلى تشويهه إعلاميًا. هم يدركون جيدًا أنه قائد لا يساوم، لا يخضع، لا يركع، وأنه يبني جيشًا جنوبيًا عقيدته الولاء للأرض، لا للولاءات المزدوجة. لذلك، يحاولون اليوم بشتى الوسائل إزاحته من المشهد، لأنه يشكل بالنسبة لهم جدارًا منيعًا يحول دون عودتهم إلى الجنوب.
ولا ننسى أن عملية "سهام الشرق"، التي كانت بقيادة القائد مختار النوبي، حققت نصرًا استراتيجيًا، وتم خلالها تطهير العديد من المناطق التي كانت ملاذًا للجماعات الإرهابية كداعش والقاعدة. هذه العملية وحدها كفيلة بأن تُخلّد في سجل الشرف العسكري الجنوبي، ويكفي القائد النوبي شرفًا أنه واجه الإرهاب على الأرض، وانتصر عليه.
إن من العيب والعار أن ننسى تضحيات الرجال وهم أحياء بيننا. كم من رفاق النوبي من الشهداء والجرحى الذين سقطوا دفاعًا عن تراب الوطن؟! وكم من المواقف الوطنية المشرّفة التي سعى فيها لحل الإشكاليات والأزمات؟! لا يليق بنا أن نتنكر لكل هذا بمجرد حملة رخيصة ممولة من جهات معروفة بعدائها للجنوب.
في الختام، نقول لكل جنوبي حر: لا بد من قول كلمة الحق، ولا يجوز أن نخشى في ذلك لومة لائم. يجب أن نحمي القادة الشرفاء، لا أن نخذلهم في منتصف الطريق. من يعمل من أجل الجنوب يستحق منا الوفاء، لا الطعن والتشويه. ومختار النوبي واحد من هؤلاء القادة الذين يجب أن يُكرّموا لا أن يُحاربوا.
حافظوا على قادة الجنوب الأوفياء، فهم الحصن الأخير في زمن الغدر والخيانة.