الحقيقة نيوز - فضل القطيبي
السبت الموافق ١٧ / ٥/ ٢٠٢٥م
شهدت العاصمة عدن، اليوم، تظاهرة شعبية في ساحة العروض، عبّر فيها المواطنون عن معاناتهم المعيشية وتدهور الأوضاع الاقتصادية في الجنوب، وسط حضور أمني كثيف لتأمين الفعالية وضمان سلميتها. إلا أن التظاهرة لم تخلُ من محاولات مشبوهة لإثارة الفوضى، بعد أن تسلل مندسون بين المتظاهرين وقاموا برشق رجال الأمن بالحجارة وعبوات المياه، وتوجيه شتائم مناطقية واستفزازات متعمدة، بهدف دفع القوات الأمنية إلى الاحتكاك بالمتظاهرين وإشعال فتنة داخل الصف الجنوبي.
وعي أمني وحكمة في التعامل
ورغم الاعتداءات اللفظية والجسدية، أظهرت الأجهزة الأمنية الجنوبية مستوى عالياً من الانضباط وضبط النفس، وحرصت على تجنيب المتظاهرين أي احتكاك، تأكيداً منها على دورها كضامن للسلم الأهلي وحامٍ للحقوق المشروعة لأبناء الجنوب في التعبير السلمي عن مطالبهم.
أجندات خارجية ومحاولات اختراق
وتشير مصادر ميدانية إلى أن بعض من تورطوا في أعمال الشغب لا ينتمون فعلياً إلى صفوف المحتجين، بل تم الدفع بهم من جهات تهدف إلى استغلال معاناة الناس وتحويل التظاهرات إلى منصة للفتنة والفوضى، والإساءة المتعمدة للأمن الجنوبي، في محاولة يائسة لضرب الثقة بين الشعب وقواته الأمنية.
المجلس الانتقالي: مع الشعب وضد الفوضى
وفي هذا السياق، جدد المجلس الانتقالي الجنوبي تأكيده على احترام حق التظاهر السلمي، ووقوفه إلى جانب المواطنين في مطالبهم المعيشية والحقوقية، لكنه شدد في الوقت ذاته على رفضه القاطع لأي ممارسات عبثية تستهدف الأمن والاستقرار، مؤكداً أن حماية الجنوب تمر عبر الالتزام بالسلم والوعي الشعبي، لا من خلال الفوضى المدفوعة الأجر.
دعوات لتفويت الفرصة على المتربصين
قيادات مجتمعية ونشطاء حذروا من خطورة الانجرار خلف الدعوات التحريضية والمناطقية التي تهدف لتفكيك وحدة الصف الجنوبي، داعين الجميع إلى التحلي بالمسؤولية الوطنية، وتمييز الغث من السمين، وعدم السماح بتحويل المطالب الشعبية إلى وسيلة لضرب الجنوب من الداخل.
ختاماً...
ما جرى اليوم في ساحة العروض ليس مجرد حادث عرضي، بل مؤشر واضح على وجود مخططات تستهدف أمن الجنوب واستقراره. وعليه، فإن المرحلة تتطلب يقظة جماعية، وتكاتفاً شعبياً واسعاً لحماية المكاسب الوطنية، وتعزيز الثقة بين المواطن ومؤسساته الأمنية، فالأمن ليس خصماً، بل شريكاً في معركة الصمود والبناء.