العبر – الحقيقة نيوز – خاص
في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، تزامنًا مع الذكرى التاسعة لتحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة الإرهابي في 24 أبريل 2016، عن إشهار ما يسمى بـ"تيار التغيير والتحرير" خلال لقاء أقيم في منطقة العبر بمحافظة حضرموت، المتاخمة للحدود السعودية.
الحدث شهد الظهور العلني للمطلوب أمنيًا وأحد رموز تنظيم القاعدة الإرهابي، "أبو عمر النهدي"، والذي جرى تنصيبه رئيسًا لهذا التيار الذي يوصف بأنه امتداد إخواني عابر للحدود، ويتخذ من منطقة حدودية منصة لانطلاق تحركاته السياسية.
مصادر مطلعة أفادت لـ"الحقيقة نيوز" أن التيار الجديد يفتقر لأي حضور شعبي أو سياسي فعلي في حضرموت، إلا أنه يحمل في طياته رسائل تهديد ضمنية وإعادة تدوير لرموز ارتبطت بفترة سيطرة تنظيم القاعدة على المكلا عام 2015، وهي الفترة التي شهدت جرائم إعدام وصلب بحق مدنيين، كان النهدي من أبرز المحرضين والمفتين بها.
وبحسب المصادر، فإن النهدي الذي تقلد سابقًا منصب المفتي الشرعي للتنظيم في حضرموت، يعود اليوم بغطاء سياسي إخواني، وبدعم تركي، في وقت تتصاعد فيه الدعوات لتصفية بؤر الإرهاب وملاحقة المطلوبين، وسط صمت مريب من قبل الحكومة الشرعية.
وتشير معلومات متقاطعة إلى أن "تيار التغيير والتحرير" يسعى لإعادة خلط الأوراق في حضرموت، مستهدفًا قوات النخبة الحضرمية التي طردت التنظيم من المكلا، وذلك تحت شعارات "طرد القوات الأجنبية" و"بسط سيادة الدولة"، في تناغم واضح مع خطاب الحوثيين، الذين أبدوا احتفاءً إعلاميًا بإشهار التيار.
ويرى مراقبون أن إعادة إحياء رموز الإرهاب من قبل الإخوان في هذا التوقيت والمكان يحمل دلالات خطيرة، خصوصًا مع تموضعه على تخوم الحدود السعودية، وهو ما قد يثير تساؤلات حول مدى جدية التصدي لمثل هذه التحركات التي تهدد أمن المنطقة.