عودة اللواء بن بريك إلى المكلا: رمزية سياسية وبوابة لتحولات منتظرة

عدن – الحقيقة نيوز

في خطوة لافتة تحمل دلالات سياسية عميقة، عاد اللواء أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى مدينة المكلا، حاضرة محافظة حضرموت، بعد غياب طويل قضاها في دولة الإمارات، في توقيت وصفه مراقبون بـ"المفصلي" وسط تصاعد الأحداث في الجنوب.

توقيت حرج ورسائل متعددة

عودة اللواء بن بريك، أحد أبرز رموز المقاومة الجنوبية وقادة تحرير المكلا من الإرهاب، تتزامن مع لحظة سياسية حساسة، يتزايد فيها الضغط الشعبي والسياسي في المحافظات الشرقية، وسط تعثر جهود التسوية الشاملة في اليمن، ما يجعل ظهوره في حضرموت بمثابة إعادة ترتيب للأوراق داخل المجلس الانتقالي، وتعزيزًا لثقة الشارع الجنوبي بقيادته.

ويمتلك بن بريك سجلًا حافلًا في العمل العسكري والإداري، كما يتمتع بعلاقات وثيقة مع قيادة النخبة الحضرمية، ما يمنحه ثقلاً خاصًا في المعادلة الأمنية والسياسية داخل حضرموت.

فعالية تحرير المكلا تكتسب زخماً مضاعفاً

ومن المرتقب أن يشارك بن بريك في فعالية الذكرى التاسعة لتحرير المكلا من تنظيم القاعدة، والتي ستقام الخميس المقبل، في مشهد اعتبره مراقبون تجسيدًا لالتزام المجلس الانتقالي بتعزيز وجوده في حضرموت، وربطًا مباشرًا بين الماضي المقاوم والحاضر السياسي.

كما سيعقد بن بريك لقاءات مجتمعية موسعة، لمناقشة رؤى استعادة الدولة الجنوبية والتشاور مع مختلف شرائح المجتمع الحضرمي.

انتظارات الشارع الحضرمي

في ظل ما يصفه المواطنون بـ"التهميش المزمن" لوادي وصحراء حضرموت، تتجه الأنظار نحو الدور الذي سيلعبه اللواء بن بريك في إعادة توحيد الصف الحضرمي الجنوبي، وتعزيز فرص إدارة الشأن المحلي بما يتجاوز المركزية ويكبح التدخلات السياسية والعسكرية من خارج المحافظة.

مرحلة جديدة

عودة بن بريك إلى المكلا لا تُقرأ فقط بوصفها تحركًا شخصيًا، بل تُفهم في سياق أوسع يتصل بمرحلة انتقالية يسعى المجلس الانتقالي لإطلاقها من بوابة حضرموت، في ظل تصاعد الأصوات الجنوبية المطالبة بتسريع استعادة الدولة وفرض واقع سياسي جديد.

وتبقى الأيام القادمة حبلى بالمؤشرات، بينما يعلّق الشارع الجنوبي آماله على أن لا تبقى التحركات رهينة الرمزية، بل أن تتحول إلى خطوات عملية تعيد الثقة وتفتح أبواب التغيير الحقيقي.

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع الحقيقة نيوز © 2024