بقلم / فضل القطيبي
الجمعة الموافق ١١/ ٤/ ٢٠٢٥م
في سطور المجد التي سُطّرت بدماء الأبطال، يبرز اسم العميد رائد الحبهي كأحد أعمدة الصمود الجنوبي وركائز النصر في ميادين الشرف.
العميد رائد الحبهي قائد الفرقة الأولى وقائد اللواء الأول عمالقة جنوبية، وواحد من الرموز التي غيّرت معادلة المعركة في الساحل الغربي، حتى بات اسمه مرادفًا للبسالة والانتصار.
منذ انطلاق شرارة العدوان الحوثي في 2015، كان رائد الحبهي في مقدمة الصفوف، حاملاً سلاحه وقلبه، مؤمنًا أن الجنوب يستحق التضحية ، قاتل في ميادين الشرف بكل بسالة، واستطاع أن يحوّل ميدان المعركة إلى ساحة انتصارات متتالية بفضل قيادته الحازمة وروحه القتالية العالية.
في معركة تحرير مطار الحديدة عام 2018، سطع نجم الحبهي حين قاد ألوية العمالقة الجنوبية في واحدة من أشرس المعارك ضد مليشيات الحوثي. لم يكن مجرد قائد يأمر من الخلف، بل كان في الخطوط الأمامية، يتقدم رجاله، ويزرع فيهم روح النصر، حتى تحقق التحرير وسط إشادة كبيرة من داخل وخارج اليمن.
وفي فبراير 2022، خلال معارك تحرير مديرية حريب بمحافظة مأرب، أُصيب العميد الحبهي بكسور، لكنه لم يستسلم للراحة ، وواصل أداءه القيادي بروح لا تنكسر، ليؤكد أن القادة الحقيقيين يصنعون الفرق في أحلك اللحظات.
ومع هذا الدور الوطني الكبير، لم يسلم العميد الحبهي من حملات التشويه الممنهجة التي تقودها عناصر مأجورة لا تريد للجنوب خيرًا، وعلى رأسها المدعو عادل الحسني، وهو أحد العناصر المرتبطة بتنظيم القاعدة، والناشط في خلط الأوراق وتشويه رموز الجنوب الأوفياء. يعرف الحسني بسجله المظلم وعلاقاته المشبوهة مع الجماعات الإرهابية، واستخدامه للمنصات الإعلامية الممولة خارجيًا لبث الأكاذيب والافتراءات ضد القيادات الجنوبية، في محاولة فاشلة لإضعاف الجبهة الداخلية وزرع الشك بين صفوف الأبطال والمواطنين.
تلك الإشاعات التي يطلقها الحسني ومن معه، لا تعدو كونها فقاعات إعلامية سرعان ما تتلاشى أمام رصيد العميد الحبهي الميداني ووفاء رجاله ومحبة الناس.
ان التاريخ لا يُكتب بمنشورات مأجورة، بل بصوت المدافع وعرق الأبطال، والعميد الحبهي أثبت ذلك على الأرض لا على الورق.
العميد رائد الحبهي ليس مجرد قائد ميداني، بل مدرسة في الانضباط والانتماء. يمثّل جيلاً من القادة الجنوبيين الذين أثبتوا أن العزيمة تتفوق على كل شيء، وأن الجنوب لا ينضب من الرجال الأوفياء. إن تكريمه لا يكون بالكلمات فقط، بل بالاعتراف العملي بدوره في الدفاع عن الأرض والعرض، واعتباره قدوة لكل القيادات الشابة القادمة.