بقلم - فضل القطيبي
الاثنين الموافق ٧/ ٤/ ٢٠٢٥م
الوطن ليس مجرد أرض نعيش عليها، بل هو كيان يحتوينا، وهوية تشكلنا، وانتماء يمنحنا المعنى. وبناؤه لا يكون فقط بالحجر والحديد، بل بالعقول النيّرة، والقلوب المخلصة، والسواعد العاملة بصدق.
لكي أكون عاملًا مساعدًا في بناء وطني، يجب أن أبدأ بنفسي، أن أكون قدوة في سلوكي، أمينًا في عملي، نزيهًا في تعاملي، محبًّا للخير، ساعيًا للسلام. فكل تصرف إيجابي أقدمه، هو طوبة توضع في جدار الوطن، وكل فكرة بنّاءة أطرحها، هي نور يضيء دروب المستقبل.
عندما أؤدي عملي بإتقان، فأنا أبني. عندما أحترم النظام والقانون، فأنا أحمي. عندما أُعلي صوت الحق وأقف في وجه الفساد، فأنا أُصلح. عندما أزرع الأمل في نفوس من حولي، وأشحذ الهمم في زمن اليأس، فأنا أُنهض وطني من كبوته.
ليس بالضرورة أن أكون مسؤولًا كبيرًا أو صاحب منصب لأُحدث فرقًا، فالتغيير يبدأ من المواطن البسيط: من المعلم الذي يربي أجيالًا واعية، والطبيب الذي يداوي بضمير، والجندي الذي يحرس بشرف، والصحفي الذي ينقل الحقيقة بصدق، والطالب الذي يجتهد ليكون مستقبلًا مشرقًا لوطنه.
الوطن لا يُبنى بالصراخ والشعارات، بل بالفعل الصادق والعمل الصامت والنية الطيبة. فكن أنت التغيير، كن أنت الشعلة، وازرع حيثما مررت بذرة خير، لأن كل ما تقدمه اليوم، سيعود على وطنك غدًا.