رد الكرملين بحذر، اليوم الأربعاء، بعد إعلان دونالد ترامب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، قائلا إن الولايات المتحدة لا تزال دولة معادية وإن الوقت سيوضح ما إذا كان خطاب ترامب بشأن إنهاء حرب أوكرانيا سيترجم إلى حقيقة.
وأثار غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022 أكبر مواجهة بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 عندما أوشك الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة على الدخول في حرب نووية.
وأعلن الجمهوري ترامب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 بعد أن توقعت قناة "فوكس نيوز" أنه هزم الديمقراطية كامالا هاريس، وهو ما يعد عودة سياسية مذهلة بعد 4 سنوات من مغادرته البيت الأبيض.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن ترامب أدلى ببعض التصريحات المهمة حول رغبته في إنهاء حرب أوكرانيا خلال حملته، لكن الوقت فقط هو الذي سيخبر ما إذا كانت تلك التصريحات ستفضي إلى إجراء فعلي.
وأضاف بيسكوف للصحافيين: "دعونا لا ننسى أننا نتحدث عن دولة غير صديقة، ضالعة بشكل مباشر وغير مباشر في حرب ضد دولتنا (في أوكرانيا)".
وقال بيسكوف إنه ليس على علم بأي خطط للرئيس فلاديمير بوتين لتهنئة ترامب على فوزه مشيرا إلى أن العلاقات مع واشنطن وصلت إلى أدنى مستوياتها التاريخية.
وأضاف: "قلنا مرارا إن الولايات المتحدة قادرة على المساهمة في إنهاء هذا الصراع. لا يمكن أن يتم ذلك بين عشية وضحاها، ولكن الولايات المتحدة قادرة على تغيير مسار سياستها الخارجية.. هل سيحدث هذا، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف.. سنرى بعد (تنصيب الرئيس
الأمريكي في) يناير".
يقول دبلوماسيون روس وأميركيون إن العلاقات بين أكبر قوتين نوويتين في العالم تدهورت لأدنى مستوياتها فقط خلال أكثر أيام الحرب الباردة توترا.
وقال المسؤولون الروس وعلى رأسهم بوتين قبل الانتخابات إنه أيا كان الفائز بالرئاسة الأميركية فلن يحدث فرقا بالنسبة لموسكو، وذلك على الرغم من إظهار التغطية الإعلامية الحكومية الموجهة من الكرملين تفضيلا لترامب.
فرصة لإصلاح العلاقات
وقال كيريل دميتريف رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي إن فوز ترامب قد يكون فرصة لإصلاح العلاقات.
وأضاف دميتريف، المصرفي السابق في جولدمان ساكس والذي كان له اتصالات سابقة مع فريق ترامب، "هذا يفتح فرصا جديدة لإعادة ضبط العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة".
الحرب في أوكرانيا
وعد ترامب، البالغ من العمر 78 عاما، بإنهاء الحرب في أوكرانيا سريعا إذا تم انتخابه، رغم أنه لم يوضح بالضبط كيف سيفعل ذلك.
وقال بوتين إنه مستعد للحديث عن نهاية محتملة للحرب ولكن يجب الاعتراف بالمكاسب الإقليمية والمطالبات الروسية، وهو الأمر الذي رفضته القيادة الأوكرانية باعتباره استسلاما غير مقبول.
وتتقدم القوات الروسية بأسرع وتيرة منذ عام على الأقل في أوكرانيا وتسيطر على حوالي خمس البلاد.
ويشمل ذلك شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو من أوكرانيا في عام 2014، وحوالي 80% من دونباس - منطقة إنتاج الفحم والصلب - وأكثر من 70% من منطقتي زابوريجيا وخيرسون