بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإننا لنحمد الله جلَّ وعلا، الذي أولانا هذه النعم، وأوصلنا إلى هذه المراتب التي كانت بالأمس من جملة الأحلام. نحمد الله جلَّ وعلا الذي أمننا في أوطاننا، فصرنا بنعمة هذا الأمن نستطيع أن نعدّ، ونعسكر، وندرب، ونتهيأ لحماية هذا الوطن؛ لحماية الدين، والارض ، والعرض ، ومقدرات ومكتسبات هذا الوطن
إن هذه اللحظة التي أنتم فيها تعتبر فخراً لنا جميعاً: فخراً لكم، وفخراً لقيادتكم، وفخراً لدولتنا ولداعمينا أيضاً، وهي المملكة العربية السعودية، التي تتبنى دعم هذه القوة دعماً سخياً غير محدود؛ لتكون هذه القوة صخرةً تتحطم عليها آمال وطموحات الطامعين في هذا الوطن، الطامعين في تغيير عقيدته وهويته العربية والنيل من مقدراته وترابه، والطامعين في حرف مستوى أخلاق وقيم هذا الشعب العظيم إلى أدنى درجات الانحطاط.
إن هذه القوة، ومعها القوى الوطنية الأخرى التي ترتص اليوم جنباً إلى جنب، تسطر أروع الملاحم والبطولات في الحفاظ على مقدرات هذه البلد ومقدرات هذا الوطن العظيم ،الذي عبث به العابثون. لقد مرت سنون وهي تترنح من حال إلى حال، فقد حان وقت البناء، وحان وقت الانطلاقة، وآن وقت التقدم لمسايرة ركب العالم ومسايرة بقية الدول التي مضت في مسيرتها نحو التقدم والتحضر.
إن هذه الطلائع من قوات درع الوطن التي خرجت إلى النور اليوم، ترتص كالبنيان المرصوص للحفاظ على هذا البلد. وكما سبق وذكرنا مراراً، فإن هذه القوات هدفها معلن وغير خفي، يعلمه الجميع، ويقرأه الجميع، ويحفظه الجميع؛ للدفاع عن دين الله جلَّ وعلا، وللدفاع عن الوطن ومقدراته. إنها سلماً لكل أهل السلم، وحرباً لأهل الحرب، ولأهل الدمار والعدوان، الذين لا يعيشون إلا على الدماء والأشلاء والتخلف، ولا يقتاتون إلا على الحروب، ولا يهدؤون إلا على دموع أبناء الشعب اليمني وأوجاعه
ما قامت دولة الرفض في زمن من الأزمان إلا على كوم من الجماجم ونهر من الدماء. فكم ذبحوا من أبناء اليمن على مر التاريخ! آلاف مؤلفة يقتلونهم ليصلوا إلى الحكم، وها هم اليوم يفعلون ذلك. كم فتحوا من المقابر! وكم اثخنوا في قتل المسلمين وهم يفتخرون بذلك! وكل همّهم أن يصلوا إلى سدة الحكم، نعم، كل ذلك ليعتلوا على هامات هذا الشعب الحر، ويذلوه ويقهروه، ويغيروا عقيدته ودينه وهويته على أشلاء الضعفاء والمساكين. فأبناء هذا الوطن الشرفاء، وقادة هذا الوطن الشرفاء، ارتصوا اليوم جنباً إلى جنب؛ ليعدّوا لمعركة فاصلة بينهم وبين هذه المليشيات التي لا تقدر شيئاً غير القوة، ولا تعترف بشيء غير القوة، ولا تعرف قانوناً ولا نظاماً ولا عرفاً.
وعلى مر السنين والتاريخ، متى كُسروا وأُذلوا خفت أصواتهم وعاشوا، ومتى وجدوا قوة داسوا الشعب اليمني غير آبهين بشيء، حتى يسخر الله لهم أبطالاً يخلصونهم من هذا الشر.
إن معركة الحق، ومعركة المصير، ومعركة التحرر قاب قوسين أو أدنى، وصارت قريبة لنتخلص منهم إلى الأبد، ونتخلص إلى النهاية من هذا الكابوس الذي جثم على عدد من محافظات اليمن، وكبلها وأذلها وأهانها، ومرّغ بكرامتها الأرض. فلم يبقوا لذوي شرف شرفاً، ولا لذوي قدر قدراً، ولا لعالم مكانته، وأهانوا الصغير والكبير، والرجل والمرأة، ولم يقدروا أحداً من خلق الله.
لقد أجمعت الأمة اليوم، وأجمع أهل اليمن شمالاً وجنوباً، وشرقاً وغرباً، على مقاتلة هؤلاء حتى التخلص منهم. فأنتم أيها الأبطال، وطّنوا أنفسكم وهيّئوها، فأنتم أبطال الميادين، وحراس الليالي، وأصحاب الخنادق والمتارس الذين يحققون البطولات تلو البطولات. وليس بجديد عليكم؛ فأكثركم قد شارك في بطولات ومعارك كثيرة وملاحم عديدة، وإنما هي إعادة ترتيب، وإعادة تنظيم، وإعادة تأهيل ليكون جيشاً محترفاً بكل المقاييس، وجيشاً منتظماً بكل المعايير، يُراهن عليه في أداء المهام على أكمل وجه.
أنتم اليوم في حفل تخرج بهيج، رأينا منكم حفلاً مشرفاً، ورأينا انضباطاً مثالياً يدل على مدى الجهد الذي بُذل أثناء التدريب، ومدى الصبر والتحمل الذي تحليتم به. ويدل أيضاً على جهد المدربين الذين يشكرون على هذا الجهد الذي بذلوه معكم.
سيروا بإذن الله جلَّ وعلا حتى تصلوا الى إلهدف المنشود.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.