هل صوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة؟، سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية قبل أيام من استقبال يوم عاشوراء 1446، حيث يكثر البحث عن المسائل الخاصة بـ يوم عاشوراء وفضله والذنوب التي لا تغفر لمن صامه.
هل صوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة؟
تقول دار الإفتاء المصرية إن صومُ يومِ عاشوراء فهو سُنَّة، حثَّنا النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم على صيامِهِ، وبيَّنَ فضلَه بأَنَّهُ يُكفِّر ذنوبَ سنةٍ مَضَت؛ فعن أبي قَتَادَة رضي الله عنه، أَنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
ما الذنوب التي لا تغفر يوم عاشوراء؟
فيما قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هناك فرقا بين كبائر الذنوب وصغائرها، فالكبائر تتمثل فى شهادة الزور وأكل الحرام وفعل الفواحش والصغائر هى اللم الذى يرتكبه الإنسان فى يومه العادى كخروج كلمة عن شخص فى غيابه أو تلفظه بلفظ مكروه.
وأضاف عثمان، خلال فيديو منشور له عبر موقع الفيديوهات يوتيوب، أن فعل الكبائر يحتاج من الإنسان توبة إلى ربه والندم على عدم الفعل مرة أخرى، منوهًا بأن الصغائر هى التى يغفرها الله للعبد عند صيام التطوع مثلا كيوم عاشوراء.
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: فرض الصيام كان هو يوم عاشوراء فعندما دخل النبي ﷺ المدينة ووجد يهود يصومون ذاك اليوم (سأل ما هذا ؟ قالوا : هذا يوم نجي الله فيه موسي . فقال : نحن أولي بموسي منهم . فصامه وأمر أصحابه بصيامه) وظل عاشوراء فرضًا على المسلمين إلى أن أنزل الله سبحانه وتعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} حتى قال: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} فأصبح هذا ناسخًا لهذا وظل صوم يوم عاشوراء سنة إلى يوم الدين حتى قال رسول الله ﷺ : (لو بقيت لقابل لصمت تاسوعاء وعاشوراء) ولكنه ﷺ انتقل إلى الرفيق الأعلى فصار من السنة المرغوب فيها أن نصوم تاسوعاء وعاشوراء .
وقال : "من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته" وقال عبد الله بن المبارك -وكان في سند الحديث- : "فجربناه ستين سنة فوجدناه صحيحا" أي أنه وسع في سنين فوسع الله عليه وضيق في أخرى فضيق الله عليه ، والحمد لله رب العالمين ولقد جربناه أكثر من أربعين عامًا فوجدناه صحيحًا والحمد لله لم ننقطع عنه أبدًا ونوسع على العيال في أرزاقهم هذا اليوم فيوسع الله علينا أرزاقنا سائر السنة. فالتطوع بالصيام أمر مرغوب فيه ومندوب إليه إذا أردت أن تصل إلى الله بالأنوار فعليك بالصيام ؛فالصيام يجلي النفس ، والصيام يقطع الشهوة ،والصيام ينور القلب .
وفي بيان ما حكم صيام النفل؟ وهل في تركه إثم؟ حيث أعمل بالزراعة، وعملي شاقٌّ، وأصوم رمضان، ولكن لا أستطيع أن أصوم بعض النفل؛ مثل: يوم عرفة وعاشوراء وغير ذلك، قال المفتي السابق: الأيام التي ذكرها السائل هي أيام الصيام النفل، وحكمه: الاستحباب لا الوجوب، أي: أنَّ صيامَهُ يزيد من ثواب العبد، لكنَّ تركه ليس فيه إثم.
وظائف يوم عاشوراء 2024 : الصيام لِمَنْ يستطيع، وإن كنت غير قادر على الصيام ، ووسعت على الأسرة، فأنت بذلك قد قمت بسنة التوسعة، وعلى ذلك توسع عليَّ السنة كلها. وسئل ﷺ عن صوم يوم عرفة، فقال: يكفر السنة الماضية، والباقية. قال: وسئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: يكفر السنة الماضية» [رواه مسلم]. والذكر، والدعاء ، وقراءة القرآن أو الاستماع له ، وفعل الخير والصدقات.
ومن أهم هذه الوظائف: اجتماع الأسرة، واجعلوها فرصة للقاء العائلة. وكان شيخنا الشيخ عطية صقر، رئيس لجنة الفتوى رحمه الله تعالى، عندما يُسْئَل عن كيف نحتفل بعاشورا، ونحتفل بالمولد النبوي، ونحتفل ببداية السنة الهجرية، ونحتفل ... فكان يقول: نحن في عصر انشغل الناس فيه، فمثل هذه الومضات، تجعل الحياة تضيء، فتجعل بينك وبين الإسلام علاقة، في الثقافة. فهذه المناسبات تجعل الناس تحيا في ظلال الإسلام . هُوِية الإسلام .
فهم مشايخنا رحمهم الله تعالى أننا يجب أن نهتم بالمناسبات التي تجعلنا مرتبطين بِالْهُوِية، وأن نقوم بها كما فعلها رسول الله ﷺ ، وأن نراعي تغير الزمان والمكان، وأن نستحضر، ونحيي الوظائف في هذه الأيام، فنخرج بفوائدها، وهناك أسرار كثيرة لا نعرفها، ولكن إذا ما نحن اتبعنا الشريعة، وصلينا في مواقيتنا، وصليناها كما قال سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام ، سنتعرض لنفحات كثيرة، من أهمها : الهدوء النفسي، الطمأنينة، السعادة، الرضا والتسليم، الأمل، والهمة.
وشدد علي جمعة: «صوموا يوم عاشوراء، وَمَنْ لم يستطع أن يصم، فعليه بالذكر، والدعاء، والقرآن، قراءةً أو استماعًا، ووسعوا على عيالكم، واجتمعوا حول مائدة واحدة، حتى نصل الرحم، وحتى نطبق بركة سيدنا رسول الله ﷺ».