تثير مساعي الجزائر لتحقيق الاكتفاء الغذائي الذاتي، عبر مشاريع زراعية مشتركة مع إيطاليا وقطر، الاستغراب؛ خاصة أن المشاريع تأتي في مناطق صحراوية قليلة التساقطات وفي فترة تشهد فيها الجزائر ومنطقة شمال أفريقيا بصفة عامة جفافا منذ سنوات، وهو ما يرجح الاعتماد في هذه المشاريع على مخزون المياه الجوفية.
فبعد مشروع إنتاج الحليب واللحوم والأعلاف المبرم بين الجزائر وقطر في محافظة أدرار الجنوبية، تم إبرام اتفاق جديد مع الإيطاليين لإنتاج القمح الصلب والبقوليات تقدر كلفته المالية بأكثر من 400 مليون دولار، وسيتم تنفيذه في محافظة تيميمون جنوب البلاد أيضا.
وبالموازاة مع الارتياح المسجل حول وفرة موسم جني القمح وتحول مناطق صحراوية إلى سلة الغذاء الجزائري، تصاعدت أصوات داعية إلى التريث والتفكير بعقلانية قبل الشروع في استغلال المياه الجوفية؛ لأن الاعتماد عليها في سقي المحاصيل الزراعية، إلى جانب أنه يرفع كلفتها، يؤدي إلى استنزاف الثروة المائية.