المجهول


بقلم: صالح النود

‏لا ندري ما اذا كانت هيئات المجلس الانتقالي مستمرة في انعقادها الدائم وماذا نتوقع من خطوات بعد حالة الانعقاد الدائم وما لا يمكن ان نتًوقعه؟
‏الحقيقة ان المشهد معقد وتفاصيله متداخلة ولذلك علينا الا نرفع سقف توقعاتنا كثير لان اي خطوة يتخذها الانتقالي سيترتب عليها الكثير، ايجابياً او سلبياً.
‏ما وصلنا اليه اليوم من حصيلة لمواقف وسياسات للاطراف المؤثرة على المشهد اليمني بشكل عام والجنوبي على وجه الخصوص، قد اوصل شعب الجنوب الى وضع معيشي لا يمكن الاستمرار عليه واوصل قضية شعب الحنوب الى المجهول مما يستدعي تحرك من قبل الانتقالي يبادر به لخلق واقع جديد يدفع كل الاطراف الى ان تتقبل ان شعب الجنوب سيكون له رأي وموقف في انهاء الجمود وتحريك الامور نحو انهاء الازمة من خلال الاعتراف بالواقع على الارض وليس القفز عليه وهدر الوقت واستمرار المعاناة.
‏وما استمرار (المفاوضات) في عمان بين الحوثي و (وكلاء الشرعية) الا خير دليل على ان القفز على الواقع ما زال مستمر.
‏اذاً، لا نتوقع قرار فك الارتباط ولكن يحق لشعب الجنوب ان يتوقع خطوة نوعية بذلك الاتجاه او على الاقل خطوة تنهي معاناة الشعب وتحافظ على الجنوب والمكتسبات التي تحققت بتضحيات كبيرة.
‏يحق للشعب ان يتوقع:
‏١. اعلان الادارة الذاتية في الجنوب.
‏٢. تشكيل حكومة ادارة ذاتية من الكفاءات الجنوبية من الداخل والخارج، تتبنى ادارة الجنوب بصلاحيات ادارية كاملة.
‏٣. الشروع في معالجة حقيقية لظاهرة الفساد بكل اشكاله وان يبدأ الانتقالي بخطوات واضحة ذات قيمة وليست شكلية فقط لانهاء فساد المتسلقون على الانتقالي قبل معالجة الفساد الموروث من الشرعية.
‏٤. اعتماد الادارة الا مركزيةً في ادارة الجنوب ومنح صلاحيات واسعة للمحافظات في ادارة شؤونها (لتجسيد مبدأ دولة الجنوب الاتحادية المنشودة)
‏ولتحقيق ذلك يتعين على المجلس الانتقالي ان (يقوي شخصيته) ويضغط من خلال الاتي:
‏١. اشتراط الاستمرار بالشراكة مع القوى الشمالية، بما في ذلك مجلس القيادة الرئاسي وهيئة التشاور والمصالحة والحكومة، بموافقتها على الاعتراف بحق الجنوب بالادارة الذاتية واتخاذ الاجراءات (الشرعية) اللازمة لتحقيق ذلك.
‏٢. العمل على اقناع اطراف التحالف العربي بضرورة الاعتراف بحق الجنوب بادارة ذاته واهمية ذلك للحد من تمدد مليشيات الحوثي التي ستظل تشكل خطر حقيقي ليس على الجنوب واليمن وانما الجزيرة العربية بشكل عام.
‏وبما ان ذلك سيكون الاختبار الحقيقي لمواقف ونوايا القوى الشمالية فان رفضها التعاطي مع مثل هذه الخطوة ديل على ان الشراكة معها ستكون نهايتها سلبية على شعب الجنوب وقضيته الوطنية ويجب فرض واقع جديد قبل ان يصبح ذلك غير ممكن.
‏اقل من ذلك فنحن ننتظر المجهول … وتتحمل القيادة المسؤولية.
‏والله اعلم.

جميع الحقوق محفوظة لموقع الحقيقة نيوز © 2024