الجنوب والمملكة العربية السعودية… علاقة راسخة تتجاوز الظرف والسياسة.

أخبار محلية / 19-12-2025

( الحقيقة نيوز ) كتبه - فضل القطيبي 

ليست العلاقة بين الجنوب والمملكة العربية السعودية علاقة طارئة فرضتها الأحداث، ولا شراكة مؤقتة أملتها الظروف، بل هي علاقة ضاربة في عمق التاريخ والجغرافيا، ومبنية على المصير المشترك، وروابط الأخوّة الصادقة، والتكامل في الرؤية والمواقف.

فعلى امتداد العقود، شكّلت المملكة العربية السعودية سندًا حقيقيًا للجنوب، ووقفت إلى جانبه في مختلف المراحل، إدراكًا منها لأهمية استقرار الجنوب ودوره المحوري في أمن المنطقة، وحرصًا على حماية الجوار من الفوضى والتهديدات التي تستهدف الأمن القومي العربي.

وقد أثبتت المواقف السعودية، سياسيًا وأمنيًا وإنسانيًا، أن ما يجمع الجنوب والمملكة هو أكثر من تحالف عابر؛ إنه ارتباط قائم على الثقة المتبادلة، واحترام الخصوصيات، والتفاهم حول التحديات المشتركة، وفي مقدمتها مواجهة المشاريع التخريبية والميليشيات التي تهدد أمن واستقرار اليمن والمنطقة بأسرها.

كما تجلّى هذا التكامل في التنسيق الأمني والعسكري، والدعم المتواصل لجهود مكافحة الإرهاب، والحفاظ على أمن الملاحة البحرية، وتأمين الممرات الاستراتيجية، وهي قضايا تمثل أولوية مشتركة للجنوب والمملكة على حد سواء.

ولم تقتصر العلاقة على الجانب الأمني والسياسي فحسب، بل امتدت إلى الجوانب الإنسانية والتنموية، حيث كان للمملكة دور فاعل في تخفيف معاناة المواطنين، ودعم الاستقرار، والمساهمة في مشاريع الإغاثة والتنمية، انطلاقًا من مسؤوليتها التاريخية والإنسانية تجاه الشعب اليمني عمومًا والجنوب على وجه الخصوص.

إن ما يجمع الجنوب بالمملكة العربية السعودية هو وعي مشترك بأهمية الشراكة الصادقة، وإيمان بأن استقرار الجنوب يمثل ركيزة أساسية لأمن الجزيرة العربية، وأن مواجهة التحديات الراهنة تتطلب وحدة الصف، وتكامل الجهود، والوقوف صفًا واحدًا في وجه كل ما يهدد الأمن والاستقرار.

وختامًا، تبقى العلاقة بين الجنوب والمملكة العربية السعودية نموذجًا للعلاقات الأخوية الصلبة، التي لا تتأثر بتغير الظروف ولا تهزّها الحملات المشبوهة، علاقة أساسها الثقة، وركيزتها المصير المشترك، وغايتها أمن واستقرار المنطقة، وبناء مستقبل أكثر أمنًا وازدهارًا لشعوبها.

جميع الحقوق محفوظة لموقع الحقيقة نيوز © 2024