( الحقيقة نيوز ) بقلم / فضل القطيبي
لا يحتاج اللواء الركن هيثم قاسم طاهر إلى رتبة تسبق اسمه، ولا إلى لقب يعرّف به؛ فالتاريخ العسكري لا يحفظ الألقاب بقدر ما يخلّد الرجال الذين صنعوا الفارق في لحظات مفصلية من مسيرة وطن. وهنا يتقدّم اسم هيثم قاسم طاهر باعتباره واحداً من أبرز الرموز التي تجاوزت حدود المهام العسكرية لتتحول إلى مدرسة قيادية قائمة بذاتها.
منذ بواكير مسيرته، لم يكن الرجل قائداً عابراً في سجل الجندية، بل كان صانع قرار ومهندس معارك وركناً أساسياً في تشكيل الوعي العسكري الحديث. يقف في مقدمة الصفوف بثبات القائد ووثوق المحارب، حاملاً رؤية واضحة ومساراً وطنياً صلباً لم يتغير بتغير الظروف ولا تبدل المراحل.
لقد أثبت هيثم قاسم طاهر – في كل الميادين التي عرفته – أن القيادة ليست رُتبة تُمنح، بل مسؤولية تُكتسب، وتجربة تُبنى، ومكانة تُفرض بالإنجازات قبل الألقاب. لذلك أصبح اسمه نفسه رتبةً أعلى من كل الرتب، ودليلاً على المجد العسكري الذي لا يحتاج إلى تعريف.
يمثل الرجل نموذجاً للقائد الذي يجمع بين الحكمة والخبرة والشجاعة، ويستند إلى تاريخ طويل من التضحية والعمل الميداني. وما يميزه أكثر أنه ظل، رغم كل الأدوار الكبيرة التي شغلها، قريباً من الميدان ومن جنوده، مشاركاً في التفاصيل، وممسكاً بخيوط الموقف العسكري بدقة القائد الذي يعرف قيمة كل خطوة في أرض المعركة.
إن الحديث عن اللواء الركن هيثم قاسم طاهر ليس مجرد استحضار لسيرة رجل، بل استعادة لمرحلة، ولروح عسكرية أصيلة أثبتت أن المجد لا يُمنح، بل يُصنع. وأن بعض القادة لا تحددهم النياشين والرتب، بل تحددهم بصمتهم في مسار الوطن ومكانتهم في ذاكرة شعب يعرف جيداً من قدّم ومن ثبت ومن حمل الأمانة في أصعب الظروف.
وهكذا يبقى اسم هيثم قاسم طاهر عنواناً للمجد العسكري، ورمزاً لقيادة لا تحتاج إلى مقدمة، ولا تسبقها رتبة، لأنها ببساطة… رتبة بذاتها.