“سياسيون : الاحتشاد في الضالع وحضرموت ليس مجرد فعالية بل موقف وطني تاريخي يؤكد وحدة الإرادة الجنوبية في مواجهة التحديات والمخططات”

تقرير/ فاطمة اليزيدي:
يحتشًد أبناء الجُنوب إلى محافظتي حضرموت والضالع للمشاركة في فعالية 14 أكتوبر المجيدة ‘ المقرر انطلاقها خلال الايام القليلة القادمة ، للتأكيد على وحدة وتلاحم شعب الجُنوب التواق الى الحرية والاستقلال واستعاده دولته الجنوبية كاملة السيادة والقانون.
اليوم ‘ نداء الوفاء للثورة يتجدًدً في الذكرى الثانية والستون من أكتوبر المجيدة ‘ هذه الذكرى التي فجرًت روح الحرية في وجدان كل جًنوبي ‘ وتمثُلً نجاح فعالية أكتوبر هذا العام مقياسها الحضور الجماعي وقوة الرسالة التي ستنطلق من ميادين الضالع وحضرموت الى كل العالم ‘ مفادها الجُنوب قادم بثقة نحو الاستقلال الكامل.
إرادة شعب الجنوب في التحررً من الاستعمار والاستبداد:
تحدث أستاذ الاقتصاد السياسي والمالية العامة في جامعة عدن الدكتور محمد جمال الشعيبي لـ”عدن 24 ” قائلًا: “أن ثورة 14 أكتوبر تجسًد حدثًا خالدًا في ذاكرة الوطن ‘ ورمزًا للكرامة والعزة والإصرار ‘ مشيرًا بأنها ليست مجرد ذكرى تُحتفى بها في المناسبات ‘ بل عهد متجًددً بين الأجيال على مواصلة طريق النضال والبناء ‘ حتى يتحقق الحلم بوطن جُنوبي حرً كريم ينعم فيه الجميع بالامن والاستقرار والازدهار”.
وأكد الشعيبي: “لقد جسًدت ثورة 14 أكتوبر إرادة شعب الجنوب في التحررً من الاستعمار والاستبداد ‘ مؤكدًا بأن الثوار سطًروا ملاحم بطولية خالدة انطلاقًا من جبال ردفان ‘ متحدين آلة القمع البريطانية بإيمانهم بعدالة قضيتهم ‘ مستذكرًا بأنه وفي 30 نوفمبر 1967‘ تحقق الحلم الكبير بإعلان الاستقلال الوطني الناجز”.
وتابع في حديثة لصحيفة وموقع عدن 24 بالقول: ” اليوم وبعد مرور أكثر من ستة عقود على اندلاع الثورة ‘ منوهًا بأن روحها لا تزال حاضرة في وجدان الجنوبيين ‘ رغم ما يواجهه الوطن اليوم من تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية.
وقال الشعيبي: “لقد فرضت الأوضاع الراهنة واقًعا صعبًا على أبناء الوطن ‘ الا أن القيم التي أرستها ثورة أكتوبر من التضحية والإصرار ‘ مشددًا بأن أكتوبر ما زالت منارة تهدي الأجيال نحو التمسك بالهوية الوطنية ‘ لبناء حاضر قويً قائم على المشاركة والمصالحة الوطنية ‘ وتحقيق الاستقرار والتنمية والعدالة الاجتماعية”.
وأكمل بالقول: ” كما إن استشراف المستقبل يعني الوفاء لتضحيات الشهداء الذين فجرًوا ثورة 14 أكتوبر ‘ وشًدًد الشعيبي في مداخلته لعدن 24: “فالمطلوب اليوم هو ترسيخ قيم الثورة في الوعي الجمعي للأجيال الجديدة ‘ وتعزيز الانتماء الوطني ‘ والعمل من أجل بناء الدولة الفيدرالية المدنية الحديثة التي تستوعب الجميع ‘ وتحققً تطلعات الشعب في العيش الكريم والحرية والعدالة ‘ مؤكدًا في ختامه بأن ذلك لن يتحقق إلا من خلال توحيد الصف ‘ ونبذً الخلافات ‘ واستثمار طاقات الشباب في ميادين العلم والإعمار مثلما أستثمر الأجداد بنادقهم في سبيل الحرية.
*الخلاص الوطني من براثن الاحتلال اليمني.. أصبح ضرورة وطنية:
من جانبه أكد عميد المناضلين ‘ نائب رئيس لجنة الحقوق والحريات بالجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي ‘ سالم أحمد صالح بن دغار ‘ في تصريحه بمناسبة الثورة الثانية والستون من ذكرى أكتوبر المجيدة قائلًا: “ستهل علينا بعد أيام قلائل ‘ الذكرى الثانية والستون لأعياد ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ‘ بعد تاريخ حافل بالمنجزات الوطنية على صعيد الاستحقاق الجُنوبي واسترجاع الأرض وكرامة الانسان الذي بذل فيها مناضلون الحراك الجنوبي والحركة الوطنية الجُنوبية ومجلسها الانتقالي الجنوبي الكثير من التضحيات على طريق الخلاص الوطني من براثن محتلًا يمنيًا أثيمًا”.
وأشار بن دغار في حديثة لعدن 24: “انه ما كان لثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م ضد الاستعمار الانجلو سلاطيني أن تنجح ‘ لولا الإرادة الفولاذية لثوار وفدائي الجبهة القومية وجبهة التحرير وبقية الفصائل الوطنية”.
واستطرد بالقول: “وفي الحقيقة والواقع نحن اليوم أشد حاجة من ذي قبل في توحيد الصف الجًنوبي ‘ من اجل سرعة انتزاع الحق الجنوبي مشددًا بأن الامر الذي لا ريب فيه هو بفضل تلك الجُهود الجبارة الذي يقوم بها الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي ‘ وبهذه الحكمة جعلتنا نقول بأن النصر بات قاب قوسين أو أدنى”.
*أهمية استحضار ذكرى 14 أكتوبر:
بدورة ‘ أكد الدكتور عمر باجردانه في حديثة لعدن 24 قائلًا: “استحضار ذكرى ثورة 14 أكتوبر يمكن أن يتم من خلال عدة طرق لكي تعززً الوعي بأهمية هذه الثورة وتأثيرها على حاضر ومستقبل الجنوب من خلال الطرق الآتية:
شددً باجردانه الطرق التي يمكن خلالها استحضار هذه الذكرى المجيدة وفي أولها:
1-التوعية المجتمعية : تنظيم ندوات ومحاضرات تثقيفية حول تاريخ الثورة وأهدافها ‘ مضيفًا الى أهمية استخدام وسائل الاعلام المحلية والاجتماعية لنشر الوعي بأهمية الثورة.
2-الفعاليات الثقافية : وتكمن من خلال إقامة مهرجانات ثقافية وفنية تعكس روح الثورة وتضحيات الشعب الجنوبي ‘ مشيرًا بأنه يجب أن يتم من خلال عرض الأفلام الوثائقية والقصص التي تبرز نضال الثوار.
3-التعليم : يجب تضمين مناهج التعليم بتاريخ ثورة 14 أكتوبر وأهميتها ‘ وهذا لا يتم الا من خلال تشجيع البحث الاكاديمي حول الثورة وتأثيراتها.
4-الاحتفالات الرسمية: من خلال تنظيم احتفالات رسمية في المناسبة بحضور القيادات السياسية والشخصيات البارزة ‘ وأيضًا وضع الزهور على نصب الشهداء ‘ تكريًما لذكراهم.
5-المشاركة المجتمعية: يتم ذلك من خلال تشجيع المجتمع المحلي على المشاركة في الفعاليات والأنشطة التذكارية ‘ من خلال إقامة معارض للصور والوثائق المتعلقة بالثورة.
6-الرموز الوطنية : الحفاظ على الرموز الوطنية المرتبطة بالثورة مثل العلم الوطني – تكريم الشخصيات التي ساهمت في الثورة.
7-التواصل مع الأجيال الشابة: من خلال تنظيم ورش عمل الشباب حول قيم الثورة وأهدافها ‘ وتشجيع الشباب على المشاركة في الأنشطة التذكارية.
كما أكد باجردانه لصحيفة وموقع عدن 24: “بأن أهمية استحضار هذه الذكرى يكمن في تعزيز الهوية الوطنية والاعتزاز بتاريخ النضال ‘ مشددًا بضرورة التوعية بالقضية الجنوبية مما يعزًز الوعي بقضايا الجُنوب وتطلعات شعبه ‘ وجددً التأكيد بأن الأهمية الكبرى تكمن في الحفاظ على إرث الثورة للأجيال القادمة.
واختتم باجردانه بقولة: “باستحضار ذكرى ثورة 14 أكتوبر ‘ يمكن تعزيز الروح الوطنية والاستمرار في النضال من أجل تحقيق الأهداف التي سعت إليها الثورة”.
الجنوب يكتب فصلًا جديدًا من تاريخه:
يأتي عيد الثورة ال 62 ‘ والجنوب يمر بمنعطف تاريخي ومرحلة حساسة ودقيقة ‘ فالأعداء يُكثًفوًن من مؤامراتهم ‘ ويُحاولون إغراق الجنوب في أزمات اقتصادية وخدمية بهدف كسر إرادته.
لكن كل هذه المحاولات تقابلها إرادة صلبة وفولاذية من شعب الجنوب وقيادته السياسية وقواته المُسلحة الباسلة.
اليوم ‘ يكتب الجنوب فصًلا جديدًا بأن خيار استعادة دولة الجُنوب هو خيار ومطلب لا تنازل عنه ولا تراجع ‘ مهما كان الثمن باهظًا ومها كانت التضحيات جسيمة ‘ فالنصر بالحلم الجنوبي بدأ يلوح بالأفق

جميع الحقوق محفوظة لموقع الحقيقة نيوز © 2024