/ تقرير/ فاطمة اليزيدي:
تزداد معاناة شعب الجنوب وتتفاقم ‘ جراء الوضع الاقتصادي المتدهور ‘ إذ أدى الى عدم صرف الرواتب لأكثر من أربعة أشهر ‘ وسط معاناة شديدة بات معها محدودي الدخل والموظفين على حافة الهاوية ومجاعة محقًقة ‘ وسط صمت حكومي وتجاهل لتلك الأوضاع المعيشية الصعبة التي لم تكتوي بنيرانها عائلاتهم المترفهة في القصور والعيش في بحبوحة ‘ تلك الأوضاع دفعت موظفي الدولة ، والمواطنين ، إلى التأهب في مليونية شعبية ، احتجاجا على سوء الأوضاع المتردية ،هذه المليونية كخطوة أولية تعكس الغضب الشعبي المتزايد ، في مشهد يحمل شعار “قطع الاعناق ولا قطع الارزاق”.
الأسئلة التي تطرح نفسها الآن : الى متى سيستمر هذا التجويع المنظًم؟ لماذا تُحرم فئات كاملة من حقوقها بينما تستمر نخب السلطة في الحصول على امتيازاتها ؟ وهل سيكتفي المواطنون بالصمت أمام هذا الظلم النظامي؟
ويرى مراقبون أن الفساد هنا ليس في تسريب الإيرادات او سوء إدارة الموارد فقط ‘ بل هي في سياسة منهجية لتجويع الموظفين وإذلالهم ‘ فبينما يتباهى مسؤولون حكوميون بوقف صرف المرتبات تحت ذريعة “التعافي الاقتصادي” ‘ والحفاظ على استقرار سعر الصرف ‘ والتي تكشف الحقيقة المًرًة “الاستقرار” ‘ مبني على حرمان مئات الآلاف من حقوقهم الأساسية ‘ وليس على إصلاح حقيقي.
*توقف الراتب لأكثر من أربعة أشهر.. يُنذر بكارثة إنسانية:
تحدث عميد كلية اللغات والترجمة البروفيسور ” جمال الجعدني” في حديثة لعدن 24 قائلًا:” إن توقف صرف الرواتب لأكثر من أربعة أشهر متتالية ‘ لم يعد مجرد أزمة مالية عابرة ‘ بل تحول إلى مأساة إنسانية شاملة تهدد حياة ملايين المواطنين في المحافظات الجنوبية”.
وأشار الجعدني لعدن 24: “فالغالبية الساحقة من الأسر تعتمد على الراتب كمصدر وحيد للعيش ‘ مشيرًا أنه مع ذلك فهو في حال انتظامه لا يغطًي الحد الأدنى من احتياجات الحياة اليومية”.
وشددً الجعدني في تصريحه بالقول: “لقد جاءت هذه الكارثة في توقيت شديد الحساسية ‘ متزامنة مع بداية العام الدراسي الجديد ‘ منوهًا بأن الازمة تُثقل كاهل أولياء الأمور بمصاريف التعليم ومتطلبات أبنائهم الأساسية ‘ مضيفًا : “ومما يزيد الألم أن الطلاب قد فقدوا عامًا دراسيًا كاملًا في السابق ‘ بسبب إضراب المعلمين للمطالبة بمستحقاتهم ‘ مشددًا بأنهم اليوم يجدون أنفسهم أمام خطر ضياع مستقبلهم مرة أخرى”.
وأكد في ختام حديثة لعدن 24 بالقول: ” الوضع كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى ‘ ويهددً بتمزيق نسيج المجتمع وضياع جيل كامل ‘ وتابع في ختامه ‘ بأن الوضع أيضًا يُنذر بانهيار مؤسسات الدولة وفقدان ثقة المواطن فيها ‘ مؤكدًا بأنها مأساة إنسانية لا تحتمل التأجيل وتستدعي تحركًا عاجلًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان”.
*استياء واستهجان شعبي:
أمام تلك الأوضاع ‘ يشهد الشارع الجنوبي موجة الاستياء والاستهجان غاضبة ما يهددً بثورة الجياع ‘ وانفلات الأوضاع ‘ اذا استمر الحال على ما هو علية وعدم قيام الحكومة اليمنية بواجباتها وتنصلها عن مهامها وصمتها المزري ‘ ودفع أبناء الجنوب الى حافة الهاوية والفقر والمجاعة.
*حملة إعلامية:
ناشطين وإعلاميين وكتًاب جنوبيون
شنوا حملة إعلامية واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي ‘ يطالبون الحكومة بالقيام بواجبها تجاه الشعب وتحمل المسؤولية الكاملة بأمانة ووضع حلول عاجلة للأوضاع المعيشية الصعبة جدًا في أسرع وقت ممكن ‘ قبل وقوع الفأس في الرأس ‘ مؤكدين عبر حملاتهم أنه في حال تماديها فأن بركان الغضب سينفجر وسيخرج الكل للشارع وإعلان الإضرابات والعصيان والتمرًد”.
*ناقوس الخطر:
مراقبون أكدوا أن ناقوس الخطر قد ضرب معظم المؤسسات الحكومية بإعلانها الخروج في مليونية مرتقبة ‘ وهو ما حُذر منه في سنوات سابقة ‘ معتبرين أن الوصول بالأوضاع المعيشية المتًردية إلى هذا الحدً وقطع الرواتب يعدً مؤشرًا خطيًرا ‘ بما يُنذر بكارثة تهددً المجتمع ولن يسلم منها أحد