الرئيس الزُبيدي على منبر الأمم المتحدة.. حضور جنوبي لافت ورسائل دبلوماسية واضحة

– تقرير / فاطمة اليزيدي :
من قاعات الأمم المتحدة في نيويورك، خطا الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي بثبات، ليضع القضية الجنوبية في قلب الاهتمام الدولي، مؤكداً أن الجنوب بات رقماً صعباً وفاعلاً أساسياً في معادلة السلام الإقليمي والدولي، وأن شعبه ماضٍ نحو تقرير مصيره وبناء مستقبله.
مشاركة تؤكد الحضور الجنوبي
جاءت مشاركة الزُبيدي، بصفته رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة لتبرهن أن حضور الجنوب لم يعد رمزياً أو بروتوكولياً، بل رسالة سياسية ودبلوماسية قوية مفادها أن الجنوب شريك لا يمكن تجاوزه في أي معادلة تخص الاستقرار. ويرى محللون أن هذه المشاركة تعكس قدرة القيادة الجنوبية على تحويل الحضور الدولي إلى فرصة لرسم ملامح جديدة توازي تضحيات الشعب الجنوبي.
في الجلسة الافتتاحية
شارك الزُبيدي في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة التي ألقى فيها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كلمته، داعياً إلى الالتزام بالقانون الدولي، وتعزيز حقوق الإنسان، ومواجهة التحديات المناخية والتكنولوجية. وتناقش هذه الدورة أبرز الأزمات العالمية، وفي مقدمتها قضايا الشرق الأوسط.
لقاءات دبلوماسية رفيعة المستوى
على هامش أعمال الدورة، عقد الزُبيدي سلسلة من اللقاءات الثنائية شملت:
الرئيس السوري أحمد الشرع،
رئيس لاتفيا إدغارز رينكيفيتش،
رئيس وزراء اليونان كرياكوس ميتسوتاكيس.
كما التقى بكل من:
وزير خارجية كرواتيا جوردان غرليتش رادمان، حيث جرى بحث الاستفادة من تجربة كرواتيا في إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي.
رئيس العراق عبد اللطيف رشيد، لمناقشة التنسيق المشترك وتعزيز التعاون العربي.
وزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني، لبحث الشراكات الاستراتيجية وتنسيق المواقف الإقليمية.
نائبة رئيس أوغندا جيسيكا روز ألوبو، ووزير خارجية الصومال عبد السلام عبدي علي، لمناقشة ملفات التعاون المشترك.
هذه اللقاءات ركزت على مستجدات الوضع في اليمن، وضرورة مواجهة تهديدات المليشيات الحوثية للملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، إلى جانب تعزيز التعاون لتحقيق الاستقرار.
رؤية حول الذكاء الاصطناعي
في كلماته وتصريحاته، حذر الزُبيدي من مخاطر استخدام الجماعات الإرهابية للذكاء الاصطناعي، مؤكداً أنه لا ينبغي النظر إليه كقضية تقنية بحتة، بل كمسألة سيادة واستقرار. وشدد على ضرورة استثماره بما يخدم العدالة وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
تصريحات لسكاي نيوز
في حديثه لسكاي نيوز، أوضح الزُبيدي أن استعادة دولة الجنوب ورفع علمها في الأمم المتحدة هو الهدف الأسمى، مؤكداً أن تحسين الوضع المعيشي لشعب الجنوب يتصدر أولوياته. كما أشار إلى أن الفساد والإرهاب يمثلان تحدياً كبيراً، الأمر الذي يتطلب دعماً إقليمياً ودولياً.
تعزيز الحضور الجنوبي
تمثل هذه المشاركة واللقاءات المكثفة جزءاً من استراتيجية المجلس الانتقالي لتعزيز الحضور الدبلوماسي، وإبراز الجنوب كطرف أساسي في صناعة الحلول، وشريك استراتيجي في دعم الاستقرار والتنمية على المستويين الإقليمي والدولي.
وفاء للشهداء وأمل للأجيال
إن مشاركة الزُبيدي في هذا المحفل الأممي الكبير ليست مجرد خطوة سياسية، بل رسالة وفاء لشهداء وجرحى الجنوب، ورسالة أمل للأجيال القادمة بأن التضحيات التي قُدمت لم تذهب سدى، بل تمهد لمرحلة الاعتراف الدولي بقضية الجنوب.
خلاصة
إن حضور عيدروس الزُبيدي في الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة يمثل نقلة نوعية في مسار الحضور الجنوبي على الساحة الدولية، ويؤكد أن الجنوب لم يعد رقماً محلياً، بل لاعباً أساسياً في رسم معادلات السياسة والأمن. وبذلك يخط الجنوب خطوات واثقة نحو دولته القادمة، مثبتاً أنه شريك موثوق للمجتمع الدولي في صناعة السلام والاستقرار

جميع الحقوق محفوظة لموقع الحقيقة نيوز © 2024