الحقيقة نيوز – بقلم / فضل القطيبي
20 سبتمبر 2025م
في سجل البطولة والتضحيات التي خطّها أبناء الضالع بدمائهم، يبرز اسم القائد عماد محمد أحمد الزبيدي مدير مكتب نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ، المعروف بـ أبو الرجال و حامل الجراح السبع، كواحد من النماذج الحية للصمود والإخلاص والفداء.
وُلد أبو الرجال في مديرية زُبيد بمحافظة الضالع، وتلقى تعليمه حتى نال شهادة في إدارة الأعمال عام 2009م. ومنذ انطلاق الحراك الجنوبي، كان إلى جانب الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي، حيث شكّلا معًا ومع رفاقهما طليعة النضال في الضالع.
ولم يكن وحده في هذا الطريق، فقد كان والده أيضًا من أوائل الداعمين والمساندين للرئيس الزبيدي وأسرته، لتصبح العائلة كلها ركنًا صلبًا في مسيرة الكفاح.
ومع اندلاع حرب 2015م، كان أبو الرجال في مقدمة الصفوف المقاتلة، فشارك في معارك تحرير الضالع ثم واصل طريقه حتى عدن، مقدّمًا التضحيات في كل جبهة. وخلال تلك المعارك أصيب أكثر من مرة في مواقع بارزة مثل موقع الخزان و لكمة صلاح. غير أن إصابته الأخطر جاءت في عام 2016م، عندما استُهدف خطأً على اعتبار أنه الرئيس عيدروس الزبيدي، وكاد أن يفقد حياته. ومع ذلك، واصل المشوار بثبات، حاملًا جراحه السبعة بفخر وصبر، ليصبح لقبه المعروف بين رفاقه: حامل الجراح السبع.
ورغم الجراح الكثيرة التي أثخنت جسده، لم تُثنه الإصابات عن الوفاء للقضية الجنوبية، وظل إلى جانب رفاقه مخلصًا ومؤمنًا بالمصير المشترك. وقد حاز احترام أبناء الضالع واليمن عامة، باعتباره صورة للبطل الحقيقي الذي لم تنكسر إرادته رغم الألم، بل ظل حاضرًا في الميدان وفي قلوب الناس. وكان أيضًا معروفًا بين أصدقائه بروح الدعابة وطيبة القلب، ما جعله يجمع بين صورة المقاتل الصلب والإنسان البسيط القريب من الجميع.
واليوم، حين يحاول البعض الانتقاص من تاريخه أو تشويه صورته، تبقى الحقيقة أن أمثال أبو الرجال لا يمكن حجب نورهم ولا إنكار تضحياتهم. فكما لا يستطيع أحد النظر إلى الشمس مباشرة، لا يمكن لأحد أن يطفئ بريق بطولات رجل سطّر اسمه بدمه في تاريخ الجنوب.