توصلت القنصلية العامة للمملكة العربية السعودية في مدينة بورتسودان، بالتعاون مع مركز “تأشير”، إلى تسوية إجرائية تهدف إلى معالجة مشكلة رفض تأشيرات الدخول إلى المملكة التي واجهت عدداً من المواطنين السودانيين، وذلك نتيجة عدم تطابق بعض الوثائق المقدمة مع البيانات المعتمدة لدى وزارة الخارجية السعودية. الاتفاق جاء عقب اجتماع رسمي عقد يوم الثلاثاء، وجمع القنصل السعودي يوسف الغامدي وطاقم القنصلية مع ممثلين عن مركز “تأشير”، حيث تم الاتفاق على إعادة جميع جوازات السفر التي سبق رفضها إلى القنصلية عبر المركز، على أن تبدأ عملية المعالجة اليدوية لتلك الحالات اعتباراً من يوم الأربعاء الموافق 20 أغسطس 2025، بحسب ما أوردته الوكالة السودانية للأنباء.
الخطوة الجديدة لاقت ترحيباً واسعاً من المواطنين الذين تأثرت طلباتهم، حيث عبّر عدد منهم عن امتنانهم للجهود المبذولة من قبل مدير مركز “تأشير” الكابتن عادل المفتي، إلى جانب طاقم السفارة السعودية بقيادة السفير علي بن حسن جعفر، والقنصل العام يوسف الغامدي. وأكد المواطنون أن هذه الإجراءات من شأنها تخفيف الأعباء المالية واللوجستية التي تكبدها كثيرون، خاصة كبار السن الذين واجهوا صعوبات مضاعفة في استكمال إجراءات السفر.
وكانت الأسابيع الماضية قد شهدت موجة من الشكاوى تقدم بها مواطنون سودانيون بعد رفض عدد من طلبات التأشيرات السعودية، نتيجة مشكلات تتعلق بعدم تطابق المستندات الرسمية، ما أدى إلى تأجيل سفر العديد منهم وتعطيل خططهم. ويُنظر إلى الاتفاق الأخير على أنه خطوة عملية لمعالجة الأزمة وضمان استمرارية خدمات استخراج التأشيرات من داخل السودان عبر مركز “تأشير”، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
منذ اندلاع النزاع في السودان في أبريل 2023، تعاني البلاد من اضطرابات أمنية وسياسية أثرت بشكل مباشر على حياة ملايين المواطنين، بما في ذلك توقف عدد من الخدمات الحكومية الأساسية، وصعوبة الحصول على الوثائق الرسمية اللازمة للسفر. هذا الواقع انعكس على إجراءات استخراج التأشيرات، خاصة بالنسبة للمملكة العربية السعودية التي تُعد من أبرز الوجهات التي يقصدها السودانيون لأغراض متعددة، ما جعل الحاجة إلى حلول عاجلة أمراً ملحاً لضمان استمرار حركة السفر وتخفيف الأعباء عن المواطنين في ظل الأزمة الراهنة