تقارير: مقاتلون أجانب يطالبون دمشق بجنسية سوريا

طالب مقاتلون أجانب وآخرون شاركوا في الحرب الأهلية في سوريا من الخارج، بطلب الحكومة الجديدة التي يقودها إسلاميون بالجنسية، قائلين إنهم يستحقونها بعد أن ساعدوا المعارضة في الوصول للسلطة، بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.

وأصبح مصير المقاتلين الأجانب من القضايا الشائكة منذ وصول هيئة تحرير الشام إلى السلطة، في ظل رفض عدد قليل من الدول استعادة مقاتلين يعتبرونهم في الغالب متطرفين، وقلق بعض السوريين منهم.

ولا يملك عدد كبير من المقاتلين أو أسرهم، وآخرين مثل العاملين في الإغاثة والصحافيين الذين انضموا للمعارضة، أي وثائق قانونية سارية. كما أن بعضهم جرد من جنسيته الأصلية، ويخشى السجن، أو حتى الإعدام في بلده الأم.

لكن منحهم الجنسية السورية قد يؤدي إلى نفور السوريين والدول الأجنبية، التي تسعى الحكومة الجديدة لكسب دعمها أثناء محاولتها توحيد وإعادة بناء بلد دمرته الحرب، وعصف به العنف الطائفي.

وجاء في رسالة إلى وزارة الداخلية السورية، الخميس، واطلعت عليها رويترز أنه يجب منح الأجانب الجنسية ليتمكنوا من الاستقرار، وتملك الأراضي، وحتى السفر. وقال المقاتلون الأجانب في الرسالة: "تقاسمنا الخبز والأحزان والأمل في مستقبل حر وعادل لسوريا. ومع ذلك، نحن المهاجرون، لا يزال وضعنا غامضاً". وأضافوا "نطلب من القيادة السورية، باحترام وحكمة وبعد نظر وأخوة، أن تمنحنا الجنسية السورية الكاملة، والحق في جواز سفر سوري".

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية السورية إن الرئاسة هي وحدها صاحبة القرار في قضية منح الجنسية للأجانب. ولم يرد مسؤول إعلامي في الرئاسة على طلب للتعقيب.

وفي الأسابيع التي تلت توليه السلطة، قال الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، الزعيم السابق لهيئة تحرير الشام، إن المقاتلين الأجانب وعائلاتهم قد يحصلون على الجنسية السورية، لكن لم تُنشر أي تقارير عن مثل هذه الخطوة.

ويشعر بعض السوريين بالقلق إذ يرون أن ولاء المقاتلين الأجانب لمشروع إسلامي شامل، يفوق ولاءهم لسوريا، ويخشون تشددهم المفترض. وفي الأشهر التي تلت سقوط بشار الأسد، وُجّهت اتهامات لمقاتلين أجانب بالمشاركة في العنف الذي استهدف الأقليات العلوية، والدرزية.

وخلص تحقيق في العنف في الساحل السوري في مارس (آذار) الماضي، وأودى بأكثر من ألف علوي إلى أن مقاتلين من الأويغور، والأوزبكن والشيشانن وبعض المقاتلين العرب، شاركوا في العمليات، لكن التحقيق أوضح أن أغلبها نفذته فصائل سورية.

وتدفق آلاف الأجانب السنة إلى سوريا بعد خروج مظاهرات حاشدة في 2011، تحولت إلى حرب أهلية بأبعاد طائفية اجتذبت مسلحين شيعة من كل المنطقة. وانضم هؤلاء الأجانب إلى مجموعات متنوعة حارب بعضها هيئة تحرير الشام، بينما رسخ البعض الآخر سمعتهم مقاتلين أشداء ومخلصين اعتمدت عليهم قيادات في الجماعة حتى لحماية أمنهم الشخصي.

وعينت سوريا مقاتلين أجانب في مناصب عسكرية قيادية، بعد الإطاحة بالأسد في ديسمبر (كانون الأول). وتلقت السلطات السورية الجديدة، الضوء الأخضر من الولايات المتحدة لدمج عدة آلاف منهم في الجيش، وكلفت الأجانب بأدوار أخرى. ويقول المؤيدون لمنح المقاتلين الأجانب الجنسية السورية، إن ذلك سيجعلهم خاضعين للمساءلة بموجب قانون البلاد

جميع الحقوق محفوظة لموقع الحقيقة نيوز © 2024