أكد مركز الهجرة المختلطة الدولي أن الطريق الشرقي للهجرة غير النظامية، الممتد من القرن الأفريقي إلى السواحل اليمنية على البحر الأحمر، يعد من أخطر طرق الهجرة المختلطة في العالم، نظراً لسيطرة شبكات التهريب والاتجار بالبشر عليه وما يتعرض له المهاجرون من عنف واستغلال.
وأشار المركز في تقرير حديث، إلى أن اليمن ما يزال، رغم الحرب المستمرة منذ عام 2014، نقطة عبور رئيسية لما يقارب 100 ألف مهاجر سنوياً من القرن الأفريقي، معظمهم يسعون للوصول إلى دول أخرى عبره.
وبحسب التقرير، فإن شبكات التهريب تتحكم بشكل شبه كامل بمعابر البحر الأحمر، حيث يجبر المهاجرون على التعامل مع المهربين منذ مغادرتهم جيبوتي – التي تشكل نقطة الانطلاق الرئيسية – وحتى وصولهم إلى السواحل اليمنية. وأفاد 94% من المهاجرين الذين شملهم الاستطلاع بأنهم سلكوا طرقاً عبر جيبوتي، حيث حددت سواحل لحج (56%) وتعز (39%) كأبرز مناطق الإنزال، بينما سجلت شبوة 5%.
ولفت التقرير إلى أن المهربين غيّروا في عام 2024 نقاط الإنزال من لحج إلى تعز وشبوة، في محاولة للتهرب من حملات خفر السواحل والعمليات العسكرية المشتركة ضدهم، الأمر الذي صعّب جمع البيانات حول تلك المناطق.
وأوضح أن الرحلات غالباً ما تتضمن توقفات متعددة، يبدأ خلالها المهاجرون بالبحث عن المهربين وتأمين الأموال اللازمة لمواصلة الطريق. وأكد 99% من المشاركين أن اختيار مناطق الوصول في اليمن يخضع بالكامل لقرارات المهربين، فيما قال 79% إنهم تعرضوا للتضليل وسُلبت ممتلكاتهم خلال العبور.
وبيّن المركز أن استخدام المهربين في هذا الطريق شبه شامل بسبب غياب المسارات القانونية وصعوبة الرحلات البرية والبحرية، مؤكداً أن العلاقة بين المهاجرين والمهربين معقدة، إذ وصف 54% منهم المهربين بأنهم مجرمون، بينما رأى 43% أنهم مجرد “مقدمي خدمات”، رغم أن معظمهم تعرض للاحتيال والاستغلال