تقرير/ فاطمة اليزيدي:
• لماذا يحضر الزُبيدي والمحرمي في الأزمات بينما يغيب الآخرون؟
• الجنوب يسير نحو انضباط اقتصادي حقيقي بناءً على مبدأ “الفعل لا رد الفعل”.
• رسالة صمود من القيادة الجنوبية: الجنوب يمتلك قيادة تستشعر نبض الشارع.*
حقق الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، تقدماً ملحوظاً في معالجة تدهور سعر صرف العملة المحلية، في خطوة تعكس نجاح الجهود الحكومية في الحد من التدهور الاقتصادي وتعزيز الاستقرار النقدي في العاصمة عدن والمناطق المحررة.
وبحسب مصادر رسمية، فقد عقد الزُبيدي سلسلة من الاجتماعات المكثفة مع قيادة البنك المركزي ووزارة المالية، حيث تم التركيز على مواجهة التلاعب بأسعار الصرف وتعزيز الرقابة على شركات الصرافة ومحالها، إلى جانب تفعيل آليات ضبط السوق. وقد أسهمت هذه الجهود في انخفاض واضح لسعر صرف الدولار والريال السعودي مقابل الريال اليمني.
إجراءات رقابية صارمة تؤتي ثمارها في تحسن قيمة العملة:
تأثرت الأسواق بشكل إيجابي نتيجة للإجراءات الرقابية المدروسة التي قادها الرئيس الزُبيدي، مما أسفر عن تحسن نسبي في قيمة العملة المحلية أمام العملات الأجنبية. هذا التحسن قد انعكس على أسعار السلع الأساسية، حيث شهدت الأسواق نوعاً من التهدئة التي عكست نجاح هذه الخطوات.
معركة الخدمات: تحدٍ اقتصادي ووطني بامتياز:
يعي الرئيس الزُبيدي تماماً أن المعركة الاقتصادية هي الأهم في المرحلة الراهنة، ولا تقتصر على الجوانب العسكرية والسياسية فقط. فهو يعتبر أن استعادة ثقة المواطنين تبدأ من تأمين احتياجاتهم اليومية، ومحاربة الفساد والمضاربة، وتفعيل الرقابة اللازمة على الأسواق.
ويشير المراقبون إلى أن نجاح هذه الخطة يعود إلى القرارات الحاسمة التي اتخذها الزُبيدي، لا سيما في ما يتعلق بوضع الجهات الرقابية على الأسواق المالية وابتعاد السياسة عن الاقتصاد، ما يضع مصلحة المواطن الجنوبي في أولويات القيادة.
إصلاحات جذرية تهدف إلى تحسين الوضع المعيشي:
أكدت مصادر خاصة أن الرئيس الزُبيدي يولي اهتماماً بالغاً بالملف الاقتصادي، حيث يقود لجنة عليا لمتابعة الموارد المالية والسياسات النقدية بالتعاون مع الجهات المعنية. يهدف هذا الجهد إلى تحقيق إصلاحات جذرية تضمن تحسين مستوى حياة المواطنين في ظل الظروف الاقتصادية المعقدة التي تمر بها البلاد. ورغم التحديات، فإن التحركات الأخيرة تشير إلى إمكانية استعادة بعض التوازن والاستقرار في السوق النقدية إذا استمرت هذه الجهود المنسقة.
التصدي للمضاربين وتجار الأزمات:
في إطار محاربة الفساد ووقف التلاعب في الأسواق، وجه الرئيس الزُبيدي بتفعيل دور الجهات الرقابية المختصة لضبط أداء السوق المصرفي ومنع التلاعب بأسعار الصرف، وهو ما لاقى ارتياحاً واسعاً بين المواطنين الذين عانوا من ارتفاع الأسعار نتيجة لغياب الرقابة الجادة.
لماذا يحضر الزُبيدي والمحرمي في الأزمات؟
تساءل أستاذ الاقتصاد السياسي، الدكتور محمد جمال مقبل الشعيبي، عن السبب وراء غياب بعض أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، بمن فيهم الرئيس، خلال الأزمات الاقتصادية والخدمية، رغم حضور الرئيس الزُبيدي ونائبه أبو زرعة المحرمي. وتساءل: “ما هو دور باقي الأعضاء؟” وهل هم فقط معنيون بقيادة الجبهات العسكرية أو الجلوس على طاولات المشاورات السياسية؟ وأكد أن تدهور الأوضاع في عدن يتطلب اهتماماً من الجميع، وليس من الرئيس الزُبيدي فقط.
رؤية اقتصادية مستقبلية:
يرى المحللون أن القيادة الجنوبية تسلط الضوء على خطة اقتصادية طويلة الأمد تهدف إلى معالجة اختلالات المؤسسات الإيرادية وتعزيز الموارد المالية للدولة. وهي تسعى إلى حشد الدعم الشعبي والسياسي من خلال تحفيز المواطنين على دعم الإصلاحات والمشاركة في حماية المنجزات الاقتصادية، مما يساهم في تحسين مستوى المعيشة.
مسار اقتصادي جديد بقيادة فاعلة:
تشير هذه الجهود إلى أن الجنوب يسير نحو انضباط اقتصادي حقيقي، مرتكزاً على مبدأ “الفعل لا رد الفعل”. وعلى الرغم من محاولات قوى الفساد والمضاربة لتقويض جهود التعافي، فإن الجنوب يمتلك إرادة قوية وخبرة كافية للنجاح في هذه المعركة.
رسالة صمود من القيادة الجنوبية:
إن انخراط الرئيس الزُبيدي المباشر في معالجة الملف الاقتصادي يعد رسالة قوية تؤكد أن الجنوب لن يخضع لمحاولات الابتزاز، بل يمتلك قيادة قادرة على استشعار نبض الشارع وتقديم الحلول الممكنة رغم التحديات الاقتصادية المعقدة. وفي هذا السياق، يُثبت المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الزُبيدي أنه على قدر المسؤولية، وأنه مستمر في الدفاع عن حقوق المواطن الجنوبي في حياة كريمة.
ختاماً، تعكس هذه الجهود اهتمام المجلس الانتقالي الجنوبي بالقضايا الإنسانية قبل الاقتصادية، حيث يضع حياة المواطنين وكرامتهم في صدارة أولوياته