الحقيقة نيوز - بقلم : فضل القطيبي
الاحد الموافق ٢٠ / ٧/ ٢٠٢٥م
في ظل ما تشهده المنطقة العربية من تحولات سياسية وأمنية متسارعة، يبرز المدّ الإيراني كواحد من أبرز التهديدات التي تستهدف استقرار الدول العربية ووحدة شعوبها. فمنذ سنوات طويلة، تعمل طهران على توسيع نفوذها من خلال أذرع مسلحة وميليشيات طائفية، تتدخل بشكل مباشر في الشؤون الداخلية للدول، كما هو الحال في اليمن وسوريا ولبنان والعراق. وقد اتضح جلياً أن المشروع الإيراني لا يهدف إلى حماية الشعوب أو دعم القضايا العربية، بل إلى إضعاف الدول الوطنية، وبناء كيانات موازية تابعة لولاية الفقيه، بما يعزز نفوذ طهران الإقليمي، ويخلق واقعاً مفروضاً بالقوة والسلاح.
أمام هذا التمدد، برز الدور الريادي للمملكة العربية السعودية كقوة رئيسية في قيادة الجبهة العربية للتصدي للمشروع الإيراني التخريبي. فقد بادرت المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ومنذ وقت مبكر، إلى تشكيل تحالفات عربية وإقليمية لحماية الأمن القومي العربي، والدفاع عن سيادة الدول الشقيقة من محاولات الاختراق الإيراني.
في اليمن، شكّلت الميليشيا الحوثية ذراعاً إيرانية تهدد أمن اليمن والمنطقة، وهو ما دفع المملكة العربية السعودية إلى تشكيل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن عام 2015، والذي كان له الدور الكبير في إيقاف الانقلاب الحوثي، ومنع سقوط اليمن في قبضة إيران بشكل كامل. وقد أسهم هذا التحالف في دعم القوات اليمنية، وتحرير مساحات واسعة من الأراضي، فضلاً عن تقديم مساعدات إنسانية وتنموية ضخمة، تؤكد حرص المملكة على استعادة الدولة اليمنية، ودعم استقرارها بعيداً عن الصراعات الطائفية.
ولا يقتصر التصدي السعودي للمشروع الإيراني على اليمن فحسب، بل يمتد إلى الدعم السياسي والاقتصادي للدول المتضررة من التدخلات الإيرانية، كلبنان والعراق وسوريا، إلى جانب لعب دور قيادي في جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والمحافل الدولية. وتتسم السياسة السعودية بالحكمة والاتزان، فهي ترفض التدخل في شؤون الدول، لكنها في الوقت نفسه ترفض السكوت عن أي تهديد يطال أمن المنطقة، وتسعى إلى بناء علاقات متوازنة تقوم على الاحترام المتبادل، بعيداً عن منطق التوسع والهيمنة الذي تنتهجه إيران.
إن قوة الصد العربية، بقيادة المملكة العربية السعودية، تمثل الركيزة الأساسية في حماية الأمة من مشاريع الفوضى، وتؤكد أن العرب قادرون على الدفاع عن مصالحهم ومواجهة أي تهديدات تمس أمنهم وسيادتهم. وما بين التمدد الإيراني الهادف لتمزيق الأوطان، والتحرك السعودي العربي الساعي إلى حفظ الاستقرار، يتحدد مصير المنطقة... فإما مشروع سلام وتنمية، أو فوضى مدفوعة بأجندات لا تمثل شعوبنا ولا تعبر عن هويتنا.