الفرق بين الجنوب والشمال ::: جنوبٌ يرفض الإهانة ...... وشمالٌ يتعايش مع الخذلان.

الحقيقة نيوز - بقلم / فضل القطيبي 
الاربعاء الموافق ٢/ ٧/ ٢٠٢٥م

في زمنٍ تكشف فيه المواقف معادن الرجال وتُفضح فيه مواقف الصامتين، تظهر الحقائق كما هي، بلا رتوش. بين الجنوب والشمال، مشهدان يرويان القصة بوضوح، ويعكسان الفرق في كيفية التعاطي مع المظلوم والانتصار للكرامة.

في الجنوب، لم تمضِ ساعات على حادثة اقتحام أحد المساجد واعتقال أحد المشايخ من وسط المصلين، حتى عمّ الاستنكار كل الأوساط، رغم أن تفاصيل وأسباب الحادثة لم تكن واضحة للناس، إلا أن الدافع الأكبر كان الغضب من انتهاك حرمة بيتٍ من بيوت الله. انتفض المصلون، وعبّر المواطنون والعلماء والنشطاء والإعلاميون عن رفضهم القاطع لهذا التصرف، أيًّا كانت أسبابه، لأن للمساجد حرمتها ومكانتها. وقد استجابت القيادة سريعًا، حيث تم إطلاق سراح الشيخ في نفس اليوم، وتم توقيف العناصر المتورطة في الحادثة بأمر من القيادة العليا، تقديرًا لمكانة المسجد واحترامًا للرأي العام.

في المقابل، شمالًا، حُوصر شيخٌ في منزله مع أسرته، ثم قُصف المنزل على من فيه، واستُشهد الشيخ مدافعًا عن بيته وعرضه وماله. لكنّ المفارقة الكبرى كانت في الصمت التام، لا من المواطنين، ولا من المشايخ، ولا من الإعلام أو القيادات، وكأن الحادثة لم تقع، وكأن دمه لا يستحق حتى وقفة عز أو لحظة إنصاف.

الفرق واضح. في الجنوب، تُحترم الكرامة، ويعلو الصوت حين تُمس المقدسات، ويجتمع الناس على الموقف الصحيح حتى في غياب التفاصيل. أما في الشمال، فالخذلان يتكرّر، والسكوت عن الظلم بات مشهدًا مألوفًا.

رسالة لأهلنا في الشمال: لا أحد يطلب منكم أكثر من أن تكونوا صوتًا للحق في بلادكم، وأن تنشغلوا بإصلاح أوضاعكم قبل الحديث عن قضايا غيركم. فمن لم يَغضب لدم أهله، لن يكون صوته صادقًا حين يتحدث عن غيرهم.

جميع الحقوق محفوظة لموقع الحقيقة نيوز © 2024