الحقيقة نيوز - بقلم / فضل القطيبي
الاحد الموافق ٢٩/ ٦/ ٢٠٢٥م
حين نتأمل مكانة المملكة العربية السعودية في وجدان كل عربيٍّ مسلم، لا ننظر إليها كدولة شقيقة فقط، بل نراها قلبًا نابضًا للعالم الإسلامي، ودرعًا واقيًا للعروبة، وسندًا أصيلاً لكل محتاج.
في أرضها الطاهرة تنبض أعظم قدسية عرفتها البشرية، إذ تحتضن مكة المكرمة والمدينة المنورة، مهوى أفئدة المسلمين، ومهد الرسالة المحمدية، حيث انطلقت أنوار الإسلام لتبدد ظلمات الجاهلية، وترسم طريق الهداية للعالمين.
لم تكن المملكة يوماً إلا درعاً حامياً للحرمين الشريفين، ومدافعاً صلباً عن قضايا الأمة، ومناصراً دائماً لكل مظلوم، فقد جسّدت عبر تاريخها، وتحديداً في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، صورة الدولة الإسلامية التي تجمع بين الثبات على المبادئ والانفتاح على التنمية.
دورها في نصرة القضايا العربية والإسلامية لا يُنكر، فهي الداعم الأكبر للشعب الفلسطيني، والمُناصر للشرعية في اليمن، والحاضن لكل مبادرات السلام، والمبادر الأول لمدّ يد العون لكل دولة تمرّ بضائقة، دون تفرقة أو تمييز، بل بروح الأخوة والإيمان بواجبها تجاه أمتها.
ولم تتوقف السعودية عند حدود المواقف السياسية، بل امتدّ عطاؤها إلى التنمية والإغاثة، من خلال مؤسساتها الإنسانية الكبرى مثل مركز الملك سلمان للإغاثة والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، اللذين أحدثا أثراً بالغاً في مختلف الدول، وفي مقدمتها اليمن، من خلال مشاريع نوعية في التعليم والصحة والبنى التحتية.
المملكة اليوم تخطو بثبات نحو نهضة حضارية عصرية، تُعانق فيها الطموح الاقتصادي والثقافي والتنموي، دون أن تنفصل عن ثوابتها الإسلامية، مستندة إلى رؤية واضحة المعالم، تتمثل في "رؤية السعودية 2030"، التي رسمت ملامح مستقبلٍ يليق بأرض الرسالة ومهد الحضارة.
إن المملكة العربية السعودية ليست مجرد دولة في الخارطة، بل هي رايةٌ عالية، وحصنٌ منيع، ومرجعية روحية وسياسية للعرب والمسلمين. وسيظل حبها والإخلاص لها، جزءاً من عقيدتنا وهويتنا ومروءتنا كعرب ومسلمين.