ثبوت التهم على أمجد خالد.. بين الحقيقة الصادمة ومسؤولية الكلمة.

الحقيقة نيوز  - بقلم / فضل القطيبي 
الاحد  الموافق ٢٩ / ٦/ ٢٠٢٥م

في خطوة حاسمة طال انتظارها، أعلنت اللجنة الأمنية العليا، اليوم، بشكل رسمي، ثبوت كافة التهم الموجهة للمدعو أمجد خالد، والمتعلقة بأعمال إرهابية وتخريبية تهدد أمن العاصمة عدن واستقرار الجنوب، وهي التهم التي ظلت قوات الأمن الجنوبية تؤكدها منذ وقت مبكر، مدعومة بالأدلة والشهادات الميدانية.

نتائج التحقيقات جاءت لتتطابق مع ما كشفته الأجهزة الأمنية في تقاريرها السابقة، لتُسقط بذلك كل محاولات التبرير والدفاع التي ظهرت خلال الفترة الماضية، سواء من بعض الشخصيات السياسية أو ناشطين على منصات التواصل، ممن اختاروا الاصطفاف مع الجاني، لا لشيء سوى الخصومة السياسية مع القوات الجنوبية، في واحدة من أكثر المواقف انحدارًا أخلاقيًا ووطنياً.

ولم يكن أمجد خالد سوى واحد من سلسلة طويلة من الأسماء التي استُخدمت كأدوات تخريب داخل الجنوب، في خدمة مشاريع الفوضى والإرهاب ، ومنها  المدعو عادل الحسني فهو أحد عناصر تنظيم القاعدة  والذي يتهم في عمليات اغتيال وتخطيط إجرامي بالتنسيق مع جهات خارجية، مستغلًا صفته الإعلامية لتضليل الرأي العام، وتشويه صورة القوات الجنوبية، بينما كان يمارس أدوارًا مشبوهة في الظل ، وايضا المدعو  أنيس منصور، الذي تبيّن تورطه في حملات تضليل ممنهجة ضد الأجهزة الأمنية الجنوبية، وتحول إلى لسان ناطق باسم أجندات معادية، تغذيها تنظيمات متطرفة وتسعى لإرباك المشهد الأمني والسياسي في عدن وبقية المحافظات الجنوبية وغيرها من الأصوات النشاز التي تستغل وضع الناس المعيشي.

إن الدفاع عن هؤلاء ليس وجهة نظر، ولا يدخل في إطار حرية التعبير، بل هو تواطؤ مباشر مع مشروع الفوضى. لقد تحوّلت الكلمة، عند البعض، إلى وسيلة لحماية القتلة وتمرير الأكاذيب، متناسين أن الكلمة مسؤولية، وأن من يدافع عن مجرم موثق التهم إنما يشارك في جريمته معنويًا.

آن الأوان لكل من تورط في الدفاع عن هذه الأسماء أن يراجع نفسه، ويعتذر للناس ولأسر الضحايا، وأن يدرك أن الأمن ليس ساحة للمكايدات، بل هو صمام الأمان للجميع. فدماء الأبرياء لا تقبل أن تتحول إلى أدوات استثمار سياسي، ولا يمكن للعدالة أن تستقيم في بيئة يغيب فيها الضمير، وتُستغل فيها المنصات الإعلامية لتمجيد الإرهابيين.

وتؤكد هذه التطورات المتسارعة الحاجة القصوى إلى دعم القوات المسلحة الجنوبية وأجهزتها الأمنية، والوقوف إلى جانبها في معركة اجتثاث الإرهاب وكشف خلاياه، فكل يوم يسقط فيه قناع، تنكشف معه حقيقة مشروع خبيث استهدف الجنوب في عمقه، وحاول تشويه من يحرسون أمنه.

وختامًا، فإن الحقيقة، وإن تأخرت، لا بد أن تظهر، ولا يصح إلا الصحيح، وسيظل صوت الأمن والقانون هو المنتصر، ما دام هناك من يرفض الخيانة، ويقف إلى جانب الوطن.

جميع الحقوق محفوظة لموقع الحقيقة نيوز © 2024