الحقيقة نيوز - فضل القطيبي
جماعة الإخوان المسلمين ليست جماعة دعوية ولا إصلاحية كما تزعم، بل هي تنظيم سياسي متلوّن، يختبئ خلف الدين ليخدع الشعوب، ويحقق أهدافًا حزبية تخدم مشاريع خارجية، لا علاقة لها لا بالإسلام ولا بمصالح الأمة.
من اليمن إلى مصر، ومن السعودية إلى ليبيا، ومن تونس إلى السودان، لا تجد فتنة ولا فوضى ولا خيانة، إلا وكان للإخوان يد فيها، إما مباشرة أو من خلف الستار. إنهم ببساطة الطابور الخامس للأمة.
في اليمن، خان الإخوان القضية الوطنية، ممثلين بحزب الإصلاح، فجعلوا من الشرعية مظلة للنهب، ومن الجبهات سلعة للمساومة. سلّموا نهم والجوف ومناطق الشمال للحوثي دون طلقة، ووجّهوا سلاحهم نحو الجنوب وعدن وشبوة، لأن مشروعهم الحقيقي ليس تحرير اليمن، بل الهيمنة على السلطة ولو على حساب الوطن كله.
يتحالفون مع الحوثي سرًا، ويتآمرون على التحالف العربي علنًا، ولا همّ لهم إلا تثبيت مصالحهم في مفاصل القرار.
ولعل أخطر ما تكشفه الوقائع اليوم هو تنسيق الإخوان مع أعداء الأمة من الحوثي إلى القاعدة، رغم ما يُظهرونه من عداء ظاهري. ففي اليمن، قدّم حزب الإصلاح غطاءً سياسيًا وتحركًا استخباراتيًا مكّن الحوثيين من التمدد في الشمال، بينما فتح قنوات سرية معهم تحت شعارات "الهدنة القبلية" أو "تجنب المواجهة". وفي الوقت نفسه، لم يتردد الإخوان في استخدام عناصر مرتبطة بتنظيم القاعدة في بعض الجبهات الجنوبية لتنفيذ أعمال تخريبية تستهدف خصومهم السياسيين، خصوصًا قوات المجلس الانتقالي الجنوبي. هذا التلاعب المشبوه كشف أن الجماعة لا ترى بأسًا في التحالف مع الشيطان نفسه، طالما أن ذلك يخدم بقاءهم في المشهد.
وعلى المستوى الإعلامي، فإن إعلام الإخوان المأجور يمارس تضليلاً ممنهجًا. فعندما تقع قضية جنائية في عدن أو في أي من المحافظات الجنوبية، يسارعون إلى تضخيمها وترويجها على أنها انهيار أمني شامل، بينما يغضّون الطرف كليًا عن الانتهاكات الجسيمة التي تحدث في الشمال على يد الحوثيين من قتل واختطاف وتعذيب وتفجير للمنازل. هذه الازدواجية الفاضحة تؤكد أن معركتهم ليست من أجل الحق، بل من أجل تشويه الجنوب وتلميع من يوافقهم المشروع.
في مصر، لم يصمد حكمهم عامًا واحدًا حتى ظهرت حقيقتهم: استبداد مغلف بالدين، تكفير للمخالف، وتآمر على مؤسسات الدولة. أرادوا خطف مصر وتحويلها إلى "إمارة إخوانية" تابعة لمرشدهم، لكن الشعب لفظهم كما يُلفظ السم.
أما في السعودية ودول الخليج، فقد عاشوا عقودًا في الظل، يتغلغلون في التعليم والدعوة، ثم انقلبوا على من احتضنهم، يزرعون الشك، ويحرّضون على الأنظمة، حتى تم اجتثاثهم بعد أن انكشفت نواياهم الخبيثة.
وفي ليبيا، حوّلوا الثورة إلى فوضى، وتاجروا بالدم، وتحالفوا مع الميليشيات. وفي تونس، اعتلوا منصة الحكم، ثم انقلبوا على الديمقراطية عندما خسروا. وفي السودان وسوريا، لعبوا أدوارًا قذرة ساهمت في تمزيق الشعوب وإغراق البلاد في الفتن.
الإخوان لا يؤمنون بوطن، ولا يحترمون شعبًا، ولا يعرفون ولاءً إلا للتنظيم، ولا طاعة إلا للمرشد، ولا يتحركون إلا وفق مصالح من يمولهم ويدعمهم. يرفعون المصاحف كما رفعها الخوارج قديمًا، بينما قلوبهم مليئة بالخيانة والحقد.
لقد فشلوا في الدين، وفشلوا في السياسة، وفشلوا في كل مكان وصلوا إليه.
والشعوب العربية اليوم باتت تدرك أن كل ما لامسه الإخوان تحوّل إلى خراب، وكل من اقترب منهم خسر وطنه.