الحقيقة نيوز – لحج – خاص

كشف الشيخ فكري مهدي علي الدعجري آل فخر الدين العلوي، شيخ ضمان قبيلة الدعاجرة، في مذكرة تاريخية موثقة، عن تفاصيل تأسيس مشيخة العلوي، إحدى أقدم المشيخات في جنوب اليمن، على يد الجد الجامع الشيخ علي بن صالح فخر الدين العلوي، الذي أسس المشيخة في عام 1619م، واستمر حكمه حتى عام 1667م، وتولت ذريته الحكم من بعده حتى عام 1709م.

وأكد الشيخ الدعجري، في مذكرته التي تلقّت الحقيقة نيوز نسخة منها، أن مشيخة العلوي تأسست في منطقة معروفة قديماً بـ"سبأ صهيب"، وكانت تحدها من الجنوب سلطنة الحواشب والظنبري، ومن الشمال الأميري، ومن الشرق ردفان، ومن الغرب سلطنة الحواشب، وفقاً لما ورد في مصادر تاريخية متعددة منها "الإكليل" و"صفة جزيرة العرب" و"ملوك حمير" و"حسن التقاسيم" وغيرها.

وأشار إلى أن المشيخة قامت على ركائز قبلية تُعرف بـ"الكابات"، وتضم قبائل: الدعاجرة، آل الجعد، آل حيدر، وآل ناجي، حيث كان لكل منها دور محوري في بناء واستقرار الكيان القبلي والسياسي للمشيخة.

وبحسب الوثائق التي جمعها الشيخ الدعجري من مصادر تاريخية ومحاكم ونيابات نتيجة نزاعات ومشارعات قديمة، فإن الشيخ المؤسس علي بن صالح فخر الدين العلوي خلف ستة أبناء هم: منصر، حسين، أحمد، حيدر، صالح، وسنان. كما تضمنت المذكرة أسماء بناته وأحفاده وسلسلة تداول الحكم في ذريته، قبل أن تنقطع المعلومة بشأن آخر من تولى المشيخة وظروف انتهائها.

ونوّه الشيخ فكري إلى أن العملة المتداولة آنذاك شملت: الذهب الصنعاني، الدرهم الإمامي، قرش حجر، والفضة بالحبل، في حين ضمّت المشيخة عدداً من الفقهاء والكتّاب الذين ساهموا في توثيق تاريخها، مثل الفقيه معوضة الصاملي، والفقيه أحمد عبد الله الجحافي، والفقيه صالح بن علي.

وقال الدعجري إن هذه الوثيقة تأتي في وقت يحاول البعض طمس أو تحريف التاريخ المحلي، مؤكداً أن الغرض من نشرها هو إنصاف الذاكرة الجمعية، وصون تاريخ مشيخة العلوي كأحد الكيانات القبلية الأصيلة التي نشأت قبل حقبة الاستعمار البريطاني، واستمرت في الحكم لأكثر من تسعة عقود.

المذكرة مؤرخة بتاريخ الأحد 18 مايو 2025م، وممهورة باسم الشيخ فكري مهدي علي أحمد بن محسن بن سالم الدعجري، شيخ ضمان قبيلة الدعاجرة آل فخر الدين العلوي – ردفان، محافظة لحج.