الحقيقة نيوز / فضل القطيبي
لاثنين الموافق ١٩/ ٥/ ٢٠٢٥م
من المفارقات المؤلمة في المشهد اليمني، أن بعض النخب الشمالية الذين عاشوا سنوات طويلة على دعم المملكة العربية السعودية، سياسيًا واقتصاديًا وإنسانيًا، باتوا اليوم أول من يسيء إليها ويتنكر لمواقفها.
منذ اندلاع الأزمة اليمنية، كانت المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان ابن عبد العزيز وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان في طليعة الداعمين للشعب اليمني ، قدمت مليارات الدولارات دعمًا للشرعية، وأطلقت أضخم الحملات الإغاثية، واحتضنت مئات الآلاف من اليمنيين دون تفرقة بين شمالي وجنوبي، بل وخاضت حربًا عسكرية وسياسية ضد المشروع الإيراني الحوثي دفاعًا عن اليمن والمنطقة.
رغم هذا الفضل الواضح، نجد بعض هذه النخب يتهجمون على المملكة في الإعلام، ويشوّهون دورها في المحافل السياسية، بل ويسعون إلى استبدال حليفهم العربي الصادق بجهات معادية كإيران أو قطر، في موقف يعكس انعدام الوفاء الوطني وتغليب المصالح الذاتية الضيقة.
ليس من الأخلاق ولا من الحكمة أن يعضّ البعض اليد التي امتدت لهم في وقت الشدة. فكيف نثق بمن ينكر المعروف؟ ومن يهاجم المملكة اليوم، لن يتردد في خيانة وطنه غدًا إن اقتضت مصلحته.
وفي المقابل، ورغم هذا التنكر والتشويه المتعمد لدور المملكة من قبل بعض هذه النخب الشمالية، فإن المملكة العربية السعودية لا تزال تسير بثبات في موقفها الأخوي تجاه اليمن، ولا تلتفت لمثل هذه الترهات، مستمرة في دعمها واستراتيجيتها الكبرى لحماية أمن المنطقة واستقرارها.
في الوقت الذي تنكرت فيه بعض النخب الشمالية لحليفها العربي، أثبت أبناء الجنوب – بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي – أنهم الشريك الأصدق في معركة المصير المشترك. فقد وقفوا بثبات إلى جانب التحالف العربي، وخصوصًا المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، إدراكًا لأهمية هذا التحالف في مواجهة المشروع الحوثي الإيراني، وحماية أمن الجنوب والمنطقة.
ولقد أصبح أبناء الجنوب هم الأوفياء لتحالف دعم الشرعية، وسيظلون السند الحقيقي والقوي للمملكة في الحاضر والمستقبل، انطلاقًا من قناعة راسخة بوحدة المصير، ووفاءً لمن وقف معهم في أحلك الظروف.
ان التاريخ لا يرحم، وسيُسجل من وقف بجانب وطنه بصدق، ومن خانه في لحظة مفصلية. المملكة العربية السعودية ستبقى حجر الزاوية في أمن اليمن واستقراره، وشريكًا استراتيجيًا لا يمكن تجاوزه، مهما حاولت بعض الأصوات النشاز أن تنكر أو تسيء.