وصف الخبير في شؤون الأمن القومي المصري محمد مخلوف زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للدوحة بأنها " تحمل أهمية قصوى وتوقيتاً بالغ الأهمية " ، لتفنيد محاولات إحداث الفرقة بين مصر وقطر ..
وأكد مخلوف في تصريحاته أن الإستقبال الحافل الذي حظي به الرئيس السيسي في الدوحة يعكس " حجم الإحترام والتقدير المتبادل بين القيادتين الشقيقتين " ، معتبراً أن الزيارة تمثل " رسالة واضحة لأعداء الأمة العربية والإسلامية بفشل جميع محاولات الوقيعة " ..
وأوضح الخبير المصري أن هذه الزيارة تشكل " ضربة قوية لكل من إسرائيل وتنظيم الإخوان الإرهابي " ، مشيراً إلى أنها " أفشلت مخططاتهم لزعزعة العلاقات المصرية القطرية " ، معتبراً أن " مصر تمارس دورها الإقليمي بمسؤولية كبيرة ، حيث تعتبر أمن الخليج جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومي " ..
وعلى الصعيد الإقتصادي ، أشاد مخلوف بالإتفاق على حزمة إستثمارات قطرية في مصر بقيمة 7.5 مليار دولار ، مؤكداً أن " مصر تقدم فرصاً إستثمارية فريدة في ظل بيئة آمنة ومستقرة " ..
وفي الجانب السياسي ، أكد الخبير المصري أن الزيارة عززت الموقف العربي الموحد تجاه القضية الفلسطينية ، مشيراً إلى تأكيد البيان المشترك على " مركزية القضية الفلسطينية كقضية عربية أولى " ، ودعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ..
يرى مخلوف أن الزيارة نجحت في وأد الفتنة فى مهدها حتى لا تكبر وتأخذ في طريقها النجاحات التى حققتها الدولتان طوال الأشهر الماضية لنصرة الشعب والقضية الفلسطينية ، ولتأكيد متانة العلاقات الثنائية بين مصر وقطر ، وهذه رسالة لأعداء الأمتين العربية والإسلامية ، أن أية محاولات للوقيعة بيننا لن تنجح وسوف تتحطم على صخرة الإصرار على الوحدة العربية والإسلامية ، فقد حان الوقت والفرصة سانحة لتحقيق التكامل والإصطفاف العربى في وجه هذه التحديات غير المسبوقة التي تستهدف شق الصف ..
وأختتم مخلوف تصريحاته بالتأكيد على أن " الزيارة نجحت في تعزيز التضامن العربي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية " ، معتبراً أنّ " اللحظة الراهنة تتطلب مزيداً من التكامل والوحدة بين الدول العربية " ..
وفي محاولة لدق أسفين للوقيعة بين مصر وقطر خاصة بعد المزاعم الأخير بقضية " قطر جيت " ونفي الدوحة الرسمي لها ، وإعلان القاهرة بقوة علاقتها بقطر بزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدوحة أمس ، زعمت وسائل إعلام عبرية أن قطر تعد العدو الأكبر لمصر ..
وقال المقدم إحتياط والضابط السابق بالإستخبارات الإسرائيلية ، إيلي ديكل ، خلال مقابلة مع صحيفة معاريف ، إن مصر لديها حساب ضخم مع الإخوان المسلمين وقطر هي بنكهم ..
وأضاف أنه في حين تجري محادثات دبلوماسية في القاهرة وتل أبيب والدوحة في محاولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة والمضي قدماً في صفقة تبادل الأسرى ، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو : من الذي يحرك الخيوط حقاً من وراء الكواليس .؟!!
وبحسب تقارير مختلفة ، فإن مصر وإسرائيل تبادلتا بالفعل مسودات بشأن الإتفاق المقترح ، الذي يتضمن إطلاق سراح ثمانية رهائن أحياء وثماني جثث مقابل هدنة مؤقتة تتراوح بين 40 و 70 يوماً ، والإفراج عن عدد كبير من السجناء الفلسطينيين ..
وقالت معاريف إنه من وراء المحادثات الرسمية ، تدور معركة إقليمية للسيطرة ، كما يقول المقدم ( إحتياط ) إيلي ديكل ، ضابط المخابرات السابق والخبير الحالي في الشؤون المصرية ، حيث قال : " لدى مصر حلمٌ قديمٌ بقيادة العالم العربي ، وهي تسعى بإستمرارٍ إلى تبوء مكانةٍ قياديةٍ وتشارك في جميع المفاوضات بين إسرائيل وحماس لأنها تريد أن تكون جزءاً من الإتفاق ، وجزءاً من الحوار ، لا أن تقف على الهامش ، ومصر تريد القيادة والتوسط ، لكن مشكلتها الرئيسية هي ضعف إقتصاد البلاد " ..
وبحسب ديكل ، كانت مصر بالفعل قناةً رئيسيةً لنقل الأسلحة إلى غزة ، لكنها لم تكن الجهة التي موّلتها ، " صحيح أن جميع الأسلحة تقريباً مرت عبرها ، لكنها لم تموّلها ؛ بل موّلتها قطر وإيران ، على حد زعمه ..
وأضاف : " صحيح أنها ساعدت ، ولولاها لما وُجدت حماس ولما أندلعت الحرب الحالية ، على ما أعتقد ..
لكن قطر لا تزال أغنى دولة ، فقبل بدء الحرب الحالية ، كنا نلجأ إلى مصر كلما أندلع خلاف بيننا وبين حماس ، فتوسطت مصر وضمنت إتفاق وقف إطلاق نار دام أسبوعين أو ثلاثة أو شهراً ، لكن في الأمور الكبرى ، قطر هي من كانت المسيطرة على الأمور وإتخاذ القرارات منذ بداية الحرب " ..
وبحسب ديكل ، تتمتع قطر بتفوق واضح على مصر ، مما يجعلها الوسيط الأهم والأكثر تأثيراً ، قائلاً : " في كل مرة تُعقد فيها مفاوضات منذ بداية حرب الأسرى ، تبدأ قطر المفاوضات ، وتُقدم المقترحات ..
وفي النهاية ، وُقّعت الإتفاقية بفضل قطر فقط ، حيث تتمتع قطر بنفوذ أكبر على حماس من مصر ، فلديها المال والدعم الدولي ، وهذه هي القصة - صراع لا ينتهي على من سيقود ومن سيحكم " ..
وتابع : " للصراع أيضاً بُعد أيديولوجي عميق ، يُلامس جذور الصراع داخل العالم العربي نفسه ، فمن المهم أن نتذكر أن قطر نفسها تُعتبر عدواً لجزءٍ كبيرٍ من أعضاء جامعة الدول العربية ، لإنتمائها إلى جماعة الإخوان المسلمين ، وهم أعداءٌ لدودون لمصر ، وكما تتذكرون ، مصر لديها عداوة مع الإخوان المسلمين وقطر هي بنكهم ، وهذا هو الصراع وراء المفاوضات " ..
# المصدر : RT + معاريف