شجرة القات.. إهدار لطاقات الشباب واستنزاف لمستقبل الوطن

بقلم: فضل القطيبي
الاحد الموافق ١٣/ ٤/ ٢٠٢٥م

لا تزال شجرة القات تمثل أحد أبرز التحديات التي تواجه المجتمع اليمني، لما لها من تأثيرات سلبية عميقة على مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والصحية، خاصة على فئة الشباب، التي تُعد عماد الوطن وأمله في النهوض والبناء.

لقد تحولت عادة مضغ القات من مجرد تقليد اجتماعي إلى إدمان يومي يستنزف وقت وجهد شريحة واسعة من الشباب، الذين كان يفترض أن يكونوا في مواقع العمل والإنتاج والتعليم. فالساعات الطويلة التي تُقضى في جلسات القات تُبدد دون أي فائدة تُذكر، مما يؤدي إلى تراجع مستوى التحصيل العلمي، وتفشي البطالة، وازدياد حالات الكسل والاتكالية بين أوساط الشباب.

اقتصادياً، أصبحت زراعة القات تهيمن على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، على حساب المحاصيل الغذائية الضرورية. كما أنها تستهلك كميات هائلة من المياه، في بلد يُصنف ضمن أكثر الدول فقراً في الموارد المائية. هذا بالإضافة إلى استنزاف دخل الأُسر، حيث يُصرف جزء كبير من دخل الأسرة اليمنية على شراء القات بدلاً من تلبية الاحتياجات الأساسية.

أما صحياً، فقد أثبتت الدراسات أن الاستهلاك المستمر للقات يؤدي إلى مشاكل جسدية ونفسية خطيرة، منها اضطرابات الجهاز الهضمي، وارتفاع ضغط الدم، والإدمان، ناهيك عن حالات الاكتئاب والقلق التي باتت منتشرة بين مضغيه.

إن الحاجة باتت ملحة اليوم لوقفة جادة من الدولة والمجتمع المدني ووسائل الإعلام، لمواجهة هذا التحدي، ونشر الوعي بمخاطر القات، وتقديم بدائل اقتصادية مجدية للمزارعين والشباب، تفتح أمامهم آفاقاً جديدة نحو العمل والإبداع والإنتاج.

إن إنقاذ طاقات الشباب يبدأ من اجتثاث هذه الآفة من جذورها، واستبدالها بثقافة العمل والأمل، فالوطن لا يُبنى بالكسالى، وإنما بسواعد أبنائه المخلصين، الطامحين نحو مستقبل أفضل.

جميع الحقوق محفوظة لموقع الحقيقة نيوز © 2024