بقلم / فضل القطيبي
الجمعة الموافق ١١/ ٤/ ٢٠٢٥م
ليست حضرموت مجرد محافظة على خارطة الجغرافيا الجنوبية، بل هي القلب النابض للجنوب، والثقل التاريخي، والبُعد الاستراتيجي الذي لا يمكن تجاوزه في معادلة استعادة الدولة الجنوبية المنشودة.
حضرموت بتاريخها الممتد لآلاف السنين، كانت ولا تزال منارة للعلم والتجارة والدين، وركيزة أساسية في تشكيل الهوية الجنوبية. أرض الحضارات والمدارس الدينية، والرجال الذين سافروا إلى أصقاع الأرض ناشرين للإسلام والتسامح والعدالة.
حين نتحدث عن الجنوب، فإننا لا نتحدث عن كيان ناقص بدون حضرموت، فهي التي قدمت المواقف البطولية في كل مراحل النضال الجنوبي، بدءًا من مقاومة الاحتلال البريطاني، مرورًا بالحرب الأهلية في 1994، وصولاً إلى حراك الجنوب وثورة 2015 ضد الغزو الحوثي العفاشي، حيث سطر أبناء حضرموت ملحمة في التحرير والتطهير، وأسّسوا النخبة الحضرمية كأحد أعمدة الأمن والاستقرار في الجنوب.
ولمن يحاول اليوم العبث بالوعي العام، والترويج لأجندات تستهدف تفكيك الجنوب عبر شعارات انفصالية تهدف لفصل حضرموت عن محيطها الجنوبي، نقول: حضرموت لم تكن يومًا على هامش الجنوب، بل كانت في طليعته، وهي اليوم تمضي بثبات نحو المستقبل في صف واحد مع كل محافظات الجنوب، من المهرة شرقًا إلى عدن غربًا.
حضرموت ليست للبيع، ولن تكون ورقة بيد الأطراف التي تسعى لإطالة أمد الصراع وتمزيق اللحمة الوطنية الجنوبية. فالقرار في حضرموت لأبنائها الأحرار، الذين أعلنوا مواقفهم بوضوح في أكثر من مناسبة، وكانوا دومًا مع مشروع استعادة الدولة الجنوبية، ومع المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل سياسي لقضيتهم.
اليوم، نعيد التأكيد:
الجنوب لا يكون جنوبًا بدون حضرموت، وحضرموت لا تستقيم إلا في حضن الجنوب الحر، صاحب القرار السيادي والمستقبل المستقل.
فلترتفع أصواتنا جميعًا:
حضرموت هي الجنوب… والجنوب هو حضرموت.