أثار قرار وزارة التربية والتعليم في عدن بإقالة الأستاذة إلهام عبد الله هاشم، مديرة مدرسة الحرم الجامعي بمديرية الشعب، موجة واسعة من الاستياء بين الأوساط التربوية والاجتماعية، حيث وصفه الكثيرون بالتعسفي وغير المبرر، خاصة في ظل الإنجازات التي حققتها المدرسة تحت قيادتها.
رفض واسع من أولياء الأمور والطاقم التعليمي
في رسالة وجهها أولياء أمور الطلاب إلى صحيفة عدن 24، أعربوا عن رفضهم القاطع لهذا القرار، محذرين من أنه قد يؤدي إلى انتكاسة كبيرة في العملية التعليمية بالمدرسة، التي شهدت استقرارًا ملحوظًا منذ تأسيسها قبل ثلاث سنوات. كما دعوا مكتب التربية والتعليم إلى إعادة النظر في القرار، مشيرين إلى أنه غير مدروس وغير مبرر.
مديرة المدرسة تسرد تفاصيل الأزمة
في حديث خاص لـ عدن 24، أوضحت الأستاذة إلهام عبد الله هاشم أن المشكلة بدأت بسبب المساهمة المجتمعية المقدمة من الأهالي لدعم المدرسين والعاملين بالمدرسة. وأكدت أنها لم تكن طرفًا في إدارتها، بل كانت مجرد مشرفة على تنفيذها وفق توجيهات رسمية.
وأشارت إلى أن أولياء الأمور قاموا بترشيح مندوب مسؤول عن تحصيل المساهمات وتوزيعها على المدرسين وعمال النظافة والحراسة، إلا أن هذا الإجراء تسبب في إثارة الجدل. وتابعت قائلة:
“تم تشكيل لجنة جديدة من مكتب التربية، وبعد ذلك بدأت استجوابي من قبل مسؤول الرقابة والتفتيش حول عدد الطلاب والمبالغ التي يتم تحصيلها. رغم توضيحي لجميع التفاصيل، تفاجأت لاحقًا برفع تقرير ضدي دون أي مبررات واضحة.”
وأضافت أن المدير المالي للمدرسة كان يعاني من ظروف عائلية صعبة نتيجة وفاة والدته، ومع ذلك تم استدعاؤه، ليصدر بعد ذلك قرار إقالتها دون تقديم أسباب واضحة.
قرار الإقالة.. واستياء واسع النطاق
أكدت الأستاذة إلهام أنها تلقت قرار الإقالة أثناء وجودها في المدرسة، حيث تم تكليف الوكيلة بالقيام بمهامها دون أي توضيح رسمي للأسباب. ووصفت القرار بأنه مجحف، متسائلة: “هل هذه هي مكافأة 32 عامًا من الخدمة؟”
ردود فعل غاضبة من المجتمع المحلي
لقي قرار الإقالة رفضًا واسعًا بين الطاقم التعليمي والمجتمع المحلي، حيث عبر العديد من الناشطين وأولياء الأمور عن استيائهم.
كتب الناشط غسان صالح:
“في خطوة مفاجئة وغير مبررة، تم إقالة الأستاذة القديرة إلهام عبد الله هاشم، التي كانت رمزًا للإخلاص والجدية في العمل التربوي. هذا القرار يعد انتكاسة للتعليم ويثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراءه.”
كما قالت المواطنة أم نبيل اليافعي:
“مديرتنا الأستاذة إلهام كانت مثالًا للقيادة الناجحة، حيث جعلت مدرستنا نموذجًا يُحتذى به في ظل انهيار التعليم في أماكن أخرى. إقالتها بهذه الطريقة أمر غير مقبول.”
إنجازات بارزة ومواكبة للتعليم الحديث
أشاد أولياء الأمور بجهود الأستاذة إلهام في تحديث المناهج وترسيخ أسس تعليمية متطورة، مشيرين إلى أن مدرستها كانت من بين القلائل التي تُدّرس الحاسوب واللغة الإنجليزية منذ الصف الأول الابتدائي، ما يعكس رؤيتها التربوية المتميزة.
وأكدوا أن الإقبال الكبير على التسجيل في المدرسة خلال العامين الماضيين دليل على نجاحها، وكان الأجدر دعم جهودها بدلاً من إقالتها.
هل يعاد النظر في القرار؟
مع تصاعد ردود الفعل الرافضة، يترقب الجميع موقف الجهات الرسمية وما إذا كان سيتم إعادة النظر في هذا القرار المثير للجدل، خاصة في ظل المطالبات المتزايدة بإنصاف المديرة وإعادة تقييم دورها في تطوير العملية التعليمية