كيف يمكن قراءة التحذير الأممي من الانزلاق في حرب جديدة في اليمن

قال المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ إن اليمن يقف عند نقطة تحول حاسمة، وإن العودة إلى الحرب ستكون خطأ كارثيًا، حاثًا الأطراف على انتهاز الفرصة التي أوجدتها عملية خفض التصعيد الإقليمي لبناء الثقة عبر إجراءات جدية للتوصل إلى تسوية سياسية.

وحذّر المبعوث الأممي، في إحاطة لمجلس الأمن، من انزلاق اليمن مجددًا إلى الحرب، داعيًا الأطراف إلى الامتناع عن التصعيد الذي قد يؤدي إلى المزيد من التوتر وعودة القتال في الجبهات، مشيرًا إلى الأنشطة العسكرية، والتحركات، والتعزيزات على خطوط التماس، ومحاولات التسلل الحوثية الأخيرة في مأرب، وأبين، وتعز، والضالع، وشبوة، ولحج.

يأتي التحذير الأممي بينما تكرر قيادات الميليشيا تحذيراتها وتهديداتها للمملكة العربية السعودية، على كل المستويات، بحجة التنصل من التزامات سابقة، في مقدمتها عدم دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها.

تحذير موضوعي

يقول الباحث السياسي العماني، عوض باقوير، إن التحذير الذي صدر عن المبعوث الأممي فيما يتعلق بالأزمة في اليمن، هو تحذير صحيح وموضوعي، لأنه، كما نعلم، فإن حالة اللا حرب واللا سلم المتواترة في اليمن خلال الهدنة، نتيجة الجهود التي بذلتها سلطنة عمان على مدى سنوات، باتت تجعل الأوضاع صعبة جدًا.

وأضاف: “هذا البيان الأممي بيان مشروع، خاصة بعد الأوضاع الإقليمية في البحر الأحمر، والإشكالات بين الأمريكيين والبريطانيين والحوثيين”.

وتابع: “إذا لم تكن هناك جهود سياسية قوية تجبر الجميع على التوجه إلى طاولة المفاوضات وخفض التصعيد، فسيكون هناك تحركات عسكرية من جميع الأطراف واندلاع حرب

 


وأردف: “التحذير الأممي موجه لجميع الفرقاء اليمنيين بشكل عام، ويبدو أنه، من خلال تقارير واستطلاعات محددة، هناك حشود عسكرية وتحركات من جانب الحوثيين أو ربما حتى من الأطراف اليمنية الأخرى”.

وزاد: “التحذير صحيح، ويجب التدخل بشكل فوري لمنع أي اندلاع لحرب، لأن أي حرب قادمة في اليمن ستكون معقدة وصعبة وكارثية. وبالتالي، على الأطراف اليمنية المعنية أن تتعقل، وأن تكون لديها حس وطني لمنع أي كارثة، لأن الشعب اليمني، في النهاية، هو المتضرر الأكبر من أي حرب محتملة”.

هدية لميليشيا الحوثي

يقول المحلل السياسي والعسكري، الرائد مصطفى القحفة، إن هذا التحذير جاء نتيجة للصراع الموجود في المنطقة، والعمليات التي كان يقوم بها الحوثي في البحر الأحمر، وتدخلات الغرب لمواجهته.

وأضاف: “هذا التحذير الذي جاء به المبعوث الأممي من انزلاق اليمن في حرب هو محاولة في مسعى يبدو أنه الأخير، جاء به المبعوث لإعادة جماعة الحوثي إلى طاولة المفاوضات”.

وتابع: “أيضًا، كانت زيارة المبعوث الأممي الأخيرة إلى صنعاء محاولة للتفاهم حول إطلاق السجناء والمختطفين الذين اختطفتهم جماعة الحوثي من موظفي الأمم المتحدة”.

وأردف: “التحذير الأخير هو هدية لميليشيا الحوثي، وزيارة المبعوث إلى صنعاء أيضًا كانت هدية وإنجازًا لميليشيا الحوثي، لأن القادم، عقب مؤتمر ميونخ للأمن الدولي، ستكون له تداعيات وتطورات جديدة من المجتمع الدولي، خصوصًا أن الرئيس رشاد العليمي سيضع عدة نقاط تتعلق بالأزمة الاقتصادية، وتدهور العملة، والكوارث التي نتجت عن التصعيد العسكري لميليشيا الحوثي

جميع الحقوق محفوظة لموقع الحقيقة نيوز © 2024