تنتظر الأوساط السياسية التركية والكردية على حدّ سواء، رسائل زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان المسجون في جزيرة تركية منذ العام 1999 بعدما أجرى وفد حزب "المساواة وديمقراطية الشعوب" المؤيد للأكراد، سلسلة مباحثات مع أوجلان في سجنه خلال الفترة الماضية عقب دعوة دولت بهتشلي، زعيم حزب الحركة القومية اليميني وحليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لأوجلان بإلقاء كلمة في البرلمان التركي ليلعن فيها عن حل الحزب وإلقاء السلاح.
ورغم أن دعوة بهتشلي كانت في نهاية العام الماضي، لكن وفد حزب "المساواة وديمقراطية الشعوب" استمر في إجراء المباحثات مع أوجلان خلال العام الجاري أيضاً، حيث قابله للمرة الثانية نهاية شهر يناير/كانون الثاني الماضي. وتلا ذلك تسريبات جاء فيها أن الزعيم الكردي المسجون سيخرج في كلمة مصوّرة قد تكون مباشرة أو في سلسلة مقاطع فيديو.
ولم يتمّ تحديد موعد نشر الكلمة المصوّرة لأوجلان، إلا أن مصادر كشفت أن الزعيم الكردي قد يخرج في مقطع مصوّر خلال شهر فبراير/شباط الجاري. وحتى الآن تنتظر الأوساط السياسية التركية والكردية هذه الرسالة بعدما كان مقرراً نشرها في الخامس عشر أو السابع عشر من الشهر الجاري.
ومن المرجّح أن يتم الإعلان عن موعد الكلمة المصوّرة لزعيم حزب العمال الكردستاني عقب انتهاء وفد حزب "المساواة وديمقراطية الشعوب" من زيارة إقليم كردستان العراق، حيث يلتقي اليوم وغداً الاثنين زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، وبافل طالباني رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني. ومن المقرر أن ينقل الوفد رسائل كلا الزعيمين لأوجلان في زيارته المقبلة.
ويضم وفد الحزب المؤيد للأكراد الذي يزور إقليم كردستان، بروين بولدان وسري سريا أوندر اللذين قابلا أوجلان في الشهرين الماضيين، مع قادةٍ آخرين من الحزب الذي يعد ثالث أكبر حزبٍ في البرلمان التركي.
ويناقش أوجلان مع الوفد الكردي، مستقبل الأكراد في عموم المنطقة، لكنه يولي أهمية خاصة لأكراد سوريا عقب سقوط بشار الأسد مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، إذ شدد زعيم "الكردستاني" على ضرورة حصول الأكراد على كامل حقوقهم داخل سوريا موحدة مع ضمان إدارة شؤونهم بأنفسهم في مناطقهم.
ووفق المصدر السابق، فقد طلب أوجلان أن ينضم صلاح الدين دميرتاش وفيغن يوكسكداغ الرئيسان المشاركان السابقان لحزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد والمسجونان منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2016، للوفد الذي يقابله في سجنه.
ولدى زعيم "الكردستاني" الذي يخوض تمرّداً مسلّحاً ضد تركيا منذ العام 1984، شروط أخرى تتعلق بالداخل التركي، ومنها إجراء تعديلاتٍ دستورية، والاعتراف بالهوية الكردية، ومنح الأكراد حقوقا سياسية وثقافية على قدم المساواة مع الأتراك، علاوة على الإفراج عن قادة وأنصار ونواب ورؤساء بلديات أكراد يقبعون خلف القضبان منذ سنوات.
وهذه ليست المرة الأولى التي تسمح فيها تركيا بإجراء مباحثاتٍ مع أوجلان في سجنه، فقد حصل ذلك في العقد الماضي أيضاً، إلا أن كلا الجانبين فشلا في التوصل إلى تسوية.
واعتبر مصدر مقرب من حزب "المساواة وديمقراطية الشعوب أن أجواء المباحثات مع أوجلان كانت "إيجابية"، لكن اتخاذ خطوات فعلية بين تركيا والعمال الكردستاني قد يحتاج أيضاً عدّة أشهر.
ومن المحتمل نقل أوجلان من سجنه إلى الإقامة الجبرية في حال نجحت المفاوضات بين حزبه وأنقرة.
وكانت السلطات التركية قد تمكنت من اختطاف أوجلان في كينيا وتحديداً في العاصمة نيروبي في فبراير/شباط من العام 1999، حيث اقتادته في 15 فبراير/شباط من العام نفسه إلى تركيا، وهو يقبع منذ ذلك الحين في سجنٍ يقع بجزيرة إيمرالي قبالة اسطنبول. وكان قد حُكم عليه بالإعدام قبل أن تلغي أنقرة هذه العقوبة وتستبدل حكمه بالسجن المؤبد