بقلم/ صالح علي الدويل باراس
في خضم ملحمة تحرير عدن انشأ الشهيد محمد محسن اليافعي قائلا :
كوني شهادة يا مزارع جعوله
وترصدي وكل واحد بايشوف
إما نصلي بعدهم في سربله
ولا يصلوا بعدنا ضم الكفوف
حين نكتب عن ذكرى تحرير عدن لا نكتب عن لحظة عابرة ، بل عن ملحمة فخر للجميع ، والاحتفاء به احتفاء ببطولة وتضحية ودماء سالت وجادت عن فتية وشباب ورجال وشيوخ توافدوا للدفاع جماعات وافرادا فهزموا مشروع ولاية الفقية القادم من مغارات التاريخ ، يوم نتذكره ونتذكر كل الابطال فيه الذين صنعوا تلك الملحمة الجنوبية في كل جبهاتها وان كانت عدن “درة النصر الجنوبي” ، نستذكر النصر والرجال والاصرار ونستمد منه وقودا لاكمال مرحلة تحرير الجنوب وصولا لتأسيس دولته
من ذلك الارث والاصرار الجنوبي الذي انبثق برفض الاجتياح اليمني الحوثي تاسست مداميك القوات المسلحة الجنوبية ، من اولئك النفر الذين خرجوا يتبادلون البندقية الواحدة دفاعا عن ارضهم وعرضهم بينما الوية الجيش اليمني التي كانت رابضة في الجنوب وكان واجبها حماية عدن وبقية المحافظات الجنوب “تحوّث” معظمها وخرج ب”التراحيب” للغزاة ، ومَن يحمل في ضميره شرف عسكري التحق بقريته
صمد اولئك الرجال بصمت وجلد وصبر وقوة وعزيمة وبسالة لا تلين ولا تخور ولا تتراجع ومازالوا مرابطين على جبهات الجنوب في مواجهة الانقلاب الحوثي وفي مواجهة الارهاب وفي مواجهة من يحلمون بان يجعلوا الجنوب وطنا بديلا ، مرابطون يفترشون الارض ويلتحفون السماء ويملكون مخزون اصرار بحجم وسعة جبال الجنوب وصحاريها وهضابها يحققون نجاحات وانتصارات في كل الجبهات وفي منازلة كل الاعداء بقدرة وكفاءة وإحتراف ، يتصدون للمليشيات الحوثية وللقوى الإرهابية ويلحقون بهم الهزائم الساحقة لانهم يملكون طاقة ايمانية بعدالة حربهم التي يستمدونها من عدالة قضيتهم
لم تأت هذه الحالة الجنوبية من فراغ بل من تضحيات جسام وإرادة وعزم ثم إعداد وبناء وتطوير وتحديث في قدرات وخبرات هذه القوات رعتها القيادة السياسية العليا
فألف تحية وتعظيم لكل من ساهم في اعداد تلك القوة والف تحية لكل من رابطوا وهزموا الاعداء ، وتحية لكل المرابطين على طول اراضي الجنوب وجبهاته الحدودية ، الذين يمثلون النموذج الأمثل والاسمى في البسالة والفداء والشموخ والتضحية والإنتماء للجنوب وقضيته التي يسورون حدودها بأجسادهم ودماءهم ويسهرون على أمنها وأمانها واستقرارها ومكتسبات شعبها
والتحية موصولة للأشقاء في دول التحالف العربي ، الذين شاركونا التضحيات الجسام وصناعة الإنتصارات ، وهي الشراكة المعمدة بدم وقيم وشيم الإخوة وعهود الوفاء والمصير المشترك
6 ابريل 2024م