تقييم أداء الحكومة والوزرات وبناء عليه سيكون هناك تعديل وزاري
> أشاد رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعادة إدراج جماعة الحوثي على لوائح الإرهاب.
كذلك علّق بن مبارك في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة" على قضايا مختلفة تشهدها المنطقة ومنها رؤية حكومته لمستقبل اليمن وكيف يمكن لها أن تساهم في تعزيز استقرار المنطقة وفيما إذا كانت بلاده ستنضم لاتفاقات إبراهيم. وجاء في الحوار كما يلي:
- ما رأيك بخطوة الإدارة الأميركية الجديدة إعادة إدراج الحوثيين على قوائم المنظمات الإرهابية الأجنبية؟
نحن نثمن هذه الخطوة ونرى أنها تصب بالاتجاه الصحيح ولطالما طالبنا بها منذ فترة طويلة، سواء الإدراج الأول للحوثيين ومن ثم تخفيفه. كنا نعتقد أن الخطوة توجه رسالة واضحة للحوثيين في أنها أحد الأدوات المهمة التي على المجتمع الدولي، وتحديدا الولايات المتحدة، أن تمارسها للضغط على هذه الميليشيا.
في كثير من الأحيان يحصل تردد في اتخاذ مثل هكذا قرارات خشية من أن يؤثر ذلك على الجوانب الإنسانية، لكن دائما ما نؤكد أن الأضرار الإنسانية في ظل وجود الحوثيين أكبر وأكثر.
- ما الذي تبحثون عنه لدى هذه الإدارة؟
في البداية علاقاتنا مع الولايات المتحدة استراتيجية ونتشارك معها في قضايا رئيسية، فيما يتعلق بفهمنا المشترك لقضايا المنطقة والشراكة في مكافحة الإرهاب.
اليمن بموقعه الاستراتيجي المهم يمكن له أن يلعب دورا في الأمن والاستقرار الإقليمي. إهمال اليمن لفترة طويلة والنظر لها فقط من الزاوية الإنسانية تسبب في كثير من التداعيات. بالتالي نرى ضرورة أن يتم التعاطي مع اليمن على المستوى السياسي والأمني والعسكري والاقتصادي بالإضافة للجوانب الإنسانية. نريد أن تكون هناك مقاربة أشمل في التعاطي مع الأزمة اليمنية.
الهدف الرئيسي للمنطقة واليمن والعالم هو تحقيق السلام ونعتقد أن هناك متطلبات لتحقيق هذا السلام، وهناك تجارب كثيرة في هذا الإطار. حاليا التحدي الرئيسي الذي يخوضه العالم هو الأزمة في البحر الأحمر.
هناك مصلحة دولية بوجود حكومة فاعلة وقوية على الأرض قادرة على خدمة الشعب اليمني وتحقيق السلام وتخفيض حجم التهديدات التي تتعرض لها المنطقة.
- هل هذا يعني أنكم تشعرون الآن كحكومة ضعيفة؟
لا بالتأكيد، لكن نحن نرى أن هذه الحكومة بحاجة لدعم حقيقي، منذ نحو عامين ونصف فقدنا مواردنا الاقتصادية نتيجة لضرب ميليشيا الحوثي لمنصات تصدير النفط مما حرمنا من أكثر من 70 بالمئة من مواردنا وجعلنا غير قادرين على الوفاء بالتزامتنا الأساسية.
هناك متطلبات كثيرة لتحقيق السلام ولعب دور إقليمي في القضايا الأمنية وتقديم نموذج مهم لباقي محافظات اليمن بما فيها تلك التي يسيطر عليها الحوثيون، حتى يتمكن المواطن اليمني التمييز بين حكومة قادرة على تقديم الخدمات وميليشيات تقمع الحريات وتحاول فرض نموذجها الإيراني على اليمنيين وتلعب دورا مهددا للاستقرار الإقليمي والدولي.
مساعدة الحكومة وتمكينها، بقدر ما هو مصلحة يمنية، لكنه أيضا يحقق مصلحة إقليمية ودولية.
- من المثير أن الحكومة اليمنية لم تقدم نفسها باعتبارها الطرف الشرعي في اليمن ويتخاطب معه العالم كجهة بإمكانها أن تسيطر على المياه الإقليمية والدولية المتاخمة وتنشر فيها قوة بحرية. لم يبرز لها ذلك الخطاب حتى في
ذروة أيام استهداف الحوثيين لإسرائيل والسفن في البحر الأحمر؟
منذ فترة طويلة ونحن نقول أن يقبل العالم لميليشيا مثل الحوثيين بأن تسيطر على كل السواحل المتاخمة لممرات دولية كان من الطبيعي أن تكون نتائجه ما يحصل الآن.
لذلك نحن في 2018 كنا قاب قوسين أو أدنى من تحرير كافة الساحل الغربي وكان بيننا وبين ميناء الحديدة كيلومترات قليلة، ثم حصل ضغط دولي كبير في حينها أوقف هذه العملية وذهبنا بعدها لاتفاق ستوكهولم وصدرت قرارات من مجلس الأمن ولم ينفذ منه شيئا.
من نتائج المقاربات السابقة للتعاطي مع الأزمة اليمنية هو ما نشهده اليوم، بالتالي نحن الآن في مرحلة من المهم جدا أن تكون فيها مقاربات جديدة تتناسب مع المناخ الإيجابي وما يحدث من تغييرات في المنطقة وما جرى من إضعاف المحور الإيراني وحلفائه والأطراف المرتبطة به.
باعتقادي فإن اليمن حلقة مهمة جدا وفيها شريك جاهز يتمثل بالحكومة اليمنية وهي جهة فاعلة وموجودة على الأرض وهناك مجلس قيادي يضم كل الأطراف اليمنية التي تتفق جميعها دون استثناء على ضرورة إضعاف الحوثي وإعادة اليمن لحضنه العربي وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بما يقود لاحترام القانون والمواثيق الدولية.
- أنت أشرت إلى وجود حكومة يمنية قوية وفاعلة، دعني أنقل لك ما يقوله اليمنيون خاصة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، هم يقولون إن الدولار الواحد يساوي 2000 ريال يمني مقارنة بـ550 ريال في مناطق سيطرة الحوثيين وإن الأوضاع غير مسيطر عليها اقتصاديا بدليل أن هناك جهة أخرى حليفة للحكومة الشرعية وتتنازع معها للسيطرة على المناطق وهي المجلس الانتقالي الجنوبي؟
هذه المقارنة غير صحيحة، أولا السعر الرسمي هو 550 ريال لكن السعر الحقيقي والقوة الشرائية الحقيقية ليست كذلك في مناطق سيطرة الحوثيين، لو أخذنا 100 دولار وصرفناها ونزلنا للسوق في عدن وأيضا في صنعاء، كم ما سأشتريه في عدن قياسا بما سأشتريه في صنعاء يعادل 10 أضعاف والسبب أن هناك سلطة بوليسية واحدة تفرض هذا السعر الرسمي في مناطق الحوثيين، لكنه لا يمثل القوة الشرائية الحقيقية. الوضع لدينا أفضل 1000 مرة، في عدن بمئة دولار يمكن أن أوفر مقدار أعلى بما يغطي الأسرة قياسا بصنعاء.
ثانيا: كل الالتزامات الرئيسية فيما يتعلق بالدواء والمواد الغذائية والمشاريع الدولية، الحكومة الشرعية هي من تتحمل هذا العبء، نحن نتحمل ليس في فقط في مناطق سيطرتنا لأننا نؤمن أننا ممثلين لكل الشعب اليمني وجميع المؤسسات الدولية تعرف ذلك.
حتى بعد اتفاق ستوكهولم ولغاية قيام الحوثيين بفصل العملة ومنع تداول العملة التي تصدرها الحكومة اليمنية كنا ندفع رواتب لقطاعات مهمة، خاصة في السلك القضائي وأساتذة الجامعات كنا ندفعها من أموال الحكومة الشرعية اليمنية. فاتورة استيراد الغذاء نحن كنا نغطيها بالعملة الصعبة التي لدينا.
لكن هل نحن في أحسن حال، بالتأكيد لا، نحن نخوض حربا حقيقية.
نحن مشروعنا مشروع سلام لكننا ندرك أيضا أن مشروع الحوثي لا يعيش إلا على الحرب، يُصدِّر مشاكله الداخلية وكم الغضب الداخلي عبر إطلاق التهديدات.
ومع ذلك أقول أن الحرب الاقتصادية التي سببها الحوثيون قادت لوصول سعر الدولار لأكثر من 2000 ريال.
لولا المنحة التي تأتينا من المملكة العربية السعودية والإمارات لدعم الموازنة واحتياطي البنك المركزي كان من المستحيل أن نوفي بالتزامتنا الحتمية.
حاليا مصادرنا من العملة الصعبة كلها متوقفة وبالتالي هناك شح، وكذلك الأزمات في المنطقة أثرت سلبا على وصول المساعدات الدولية.
نحن نعمل من خلال خطة تعافي اقتصادية والجهود الحكومية التي نبذلها سواء عبر ضبط الإنفاق أو خلق إيرادات جديدة من مصادر بديلة بعيدا عن النفط، كل هذا يحتاج لفترة من الزمن ولدعم حقيقي، سواء إقليمي أو دولي.
- أشرتم إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو شريك لكم سياسيا، دعني أنقل لكم ما قاله نائب رئيس مجلس القيادة عيدروس الزبيدي مؤخرا في مؤتمر دافوس حيث أشار إلى أن لا حل سوى العودة إلى يمنيين اثنين؟
القضية الجنوبية ليست جديدة، منذ عام 1994 ثم في 2006 و2007 صار هناك حراك عرف في حينها بالحراك الجنوبي، ثم اقتربنا كثيرا من إيجاد تسويات ثم جاء الحوثي واجتاح كل مناطق البلاد وتوجه بعدها نحو الجنوب.
المجلس الانتقالي الجنوبي لديه مشروع واضح ولا يخفيه، لكن في حديث الزبيدي قال نحن الآن مجتمعين نمثل اليمن في مجلس القيادة ولدينا هدف واحد ومعركة واحدة تتمثل في استعادة الدولة ودحر الحوثيين وإضعاف الوجود الإيراني في اليمني، بعدها قال إن لدينا مشروعنا الذي سنتناقش فيه ونتفاوض فيه سلميا بعد إنهاء الحوثي. هذا خطاب متقدم، وهو لا يفرض مشروعه بالقوة على الناس.
- لكن هناك سوابق من التوتر بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، مؤخرا يشاع أنه لا يمكن لكم أن تدخلوا قصر المعاشيق إلا بإذن من المجلس؟
فيما يتعلق بمسألة السماح لي بدخول القصر، هذه خطابات شعبوية لا يمكن أن تصدر من قيادات.
الكتلة الوزارية الأكبر في مجلس الوزراء تتبع للمجلس الانتقالي الجنوبي وهي منسجمة جدا وخطابها موحد ووتوافق معنا في كثير من القضايا. لم أشعر يوما من الأيام بهذه اللغة المتشددة من قبلهم، بالتالي دعك من الخطاب الإعلامي.
ومع ذلك الائتلافات في كل العالم صعبة، والوضع اليمني معقد ونحن لا ندعي الكمال، وأنا أقول إن الفرق بيننا وبين الحوثي هو أننا انعكاس طبيعي لليمن كما هو، نحن لا نقمع الأصوات ونريد أن تعبر هذه الأصوات عن نفسها ولا يحصل قمع لها كما في مناطق الطرف الآخر المتمثل بالحوثي.
المهم لدينا قضية رئيسية وإشكالية حقيقية هي أن الحوثي كان من ضمن الحوار الوطني، لكنه انقلب لفكرة بسيطة لا يمكن لليمنيين أن يقبلوها تتمثل في إدعائه للحق الإلهي والأفضلية على بقية اليمنيين. لا يمكن لليمنيين القبول بسلطة للمرشد في اليمن يكون فوق الجميع كما يحصل الآن لدى الحوثيين.
- كان هناك حديث قبل السابع من أكتوبر يقول إن حوارا فتح بوساطة عمانية، في محاولة لايجاد حل ينهي أزمة اليمن، لكن اصطدمت الأمور بإصرار الحوثيين على أنه إن تفاوض لن يتفاوض إلا مع السعوديين مباشرة، هل تعتقدون أن
هذه إحدى العقد التي يمكن تجاوزها؟
هذه محاولة للهروب من قبل الحوثيين، نحن في الحوار الوطني كان لدينا جهود كبيرة للطلب من الحوثيين التسجيل كحزب سياسي كباقي الأحزاب اليمنية، لكنه رفض رفضًا مطلقًا.
خضنا مع الحوثيين سبع حروب عسكرية، ومن بعد الحوار الوطني وقعنا وخضنا مفاوضات سياسية، لكن دائما ما كان الحوثيون يختلقون الأعذار ويهربون من الاستحقاق الحقيقي، هم لا يقبلون وجود شريك في هذا الوطن.
- بالنهاية هل قراركم بيدكم؟ بعض اليمنين لا يزالون يعتقدون أنكم صحيح حكومة شرعية لكنها ما تزال في الرياض؟
لا ليست هناك حكومة في الرياض، أنا على سبيل المثال أطول فترة قضيتها في الرياض كانت 15 يوما، نحن طول فترة حكمنا وكل أجهزتنا ومؤسساتنا موجودة في عدن وحتى الحكومات السابقة نفس الشيء.
نحن حكومة عدن وليست الرياض أو الفنادق. هذه الصورة كانت موجودة منذ سنوات طويلة ويجب تغييرها.
- كيف تنظرون للمتغييرات الإقليمية، كاتفاق غزة والوضع في لبنان والتغيير في سوريا؟ وإلى أي درجة تؤثر عليكم؟
بالتأكيد كل هذه الملفات مترابطة مع بعضها البعض، في 2014 و2015 إيران قالت نحن نسيطر على 4 عواصم عربية. وكنا نقول منذ عام 2012 إن إيران تتدخل في اليمن وعينها على البحر الأحمر. كنا وباقي اليمنيين نتحاور سلميا بينما كانت إيران ترسل سفنا محملة بالسلاح إلى الحوثيين.
في تلك الفترة أيضا كان هناك عناصر من حزب الله اللبناني في صنعاء وتم سجن عدد منهم، وبمجرد دخول الحوثيين لصنعاء أُطلق سراحهم. كان هناك حلف ومخطط للمنطقة واليوم تفكك هذا الأمر بشكل كبير.
وبما أنك أشرت لغزة، فموقفنا كشعب يمني وجهات سياسية موقف أصيل.. تفاءلنا كثيرا بالاتفاق ونتمنى أن يكون مقدمة للاستقرار في المنطقة ويساهم في التخفيف عن أهالي غزة. كذلك هناك تغييرات إيجابية في سوريا ونحن رحبنا بها وفي لبنان أيضا.
- فيما يتعلق بمساعي الإدارة الأميركية الحالية المتعلقة بتوسيع اتفاقات ابراهيم، هل أنتم منفتحون على ذلك؟
نحن مع الاجماع العربي وما يرتضيه الشعب الفلسطيني وتنفيذ قرارات الجامعة العربية المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس. حاليا قضيتنا الرئيسية هي استعادة بلادنا وإنهاء الانقلاب وعودة الأمور لنصابها في اليمن.
- ختاما، هناك حديث عن تعديل حكومي مرتقب في اليمن، ما صحة ذلك؟
مجلس القيادة كان واضحا منذ البداية في أن الحكومة الحالية يجب أن تقوم بجملة من الإجراءات وأن تنفذ إصلاحات حقيقية.. سيكون هناك تقييم لأداء الحكومة والوزرات وبناء عليه يكون هناك تعديل وزاري.
نحن تحت إشراف وتنسيق كامل من مجلس القيادة نقوم بهذا الأمر، والهدف الرئيسي هو كيف نكون أكثر تمثيلا وقدرة على خدمة الناس والتعاطي مع التحديات الكبيرة التي تحصل في المنطقة
جميع الحقوق محفوظة لموقع الحقيقة نيوز © 2024